نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 105
تفتخرون في تعظمكم . كل افتخار مثل هذا ردئ ، فمن يعرف أن يعمل حسنا ولا يعمل فذلك خطية له [1] ) . تلك رسالة فريدة بين رسائل وأناجيل العهد الجديد ، وربما كان في أصولها الأولى معارضة واضحة لآراء بولس ، ولكن ذلك الشئ اختفى وبقي قائما جانب الوعظ السلبي الهادئ . والخلاصة الواضحة أن مصادر المسيحية الموجودة الآن هي أو أكثريتها الساحقة من عمل بولس أو من عمل مريديه ، وما سوى ذلك فقليل ، ويبدو أن يدا لعبت بذلك القليل فتركته لا يؤيد ولا يعارض كما رأينا في رسالة يعقوب وفي إنجيل متي . بولس والتشريع في المسيحية : قلنا آنفا إن الرسائل تسمى ( الأسفار التعليمية ) وقد كتب بولس وحده أربع عشرة رسالة وهي وحدها تمثل في حجمها خمسة أسداس الرسائل جميعا ، ويمكن القول دون تردد إن رسائل بولس هي وحدها مصدر التشريع في المسيحية ، وإن التشريعات التي وردت في الرسائل الأخرى كانت تكرارا وصدى لآراء بولس وتشريعاته . وعلى هذا لم يكتف بولس بأن يضع مبادئ المسيحية وشعائرها بل شرع قوانين للمسيحيين يتبعونها في حياتهم العامة ، فهو الذي أوصى بما نراه اليوم في الكنائس من التسابيح والأغاني الروحية والمزامير والتراتيل [2] ، وهو الذي يقول بعدم وجوب الختان ويدلل على ذلك بقوله ( دعي أحد وهو مختون فلا يصير أغلف ، ودعي أحد في الغرلة فلا يختن ، ليس الختان شيئا وليست الغرلة شيئا بل حفظ وصايا الله [3] . ويجيز بولس
[1] رسالة يعقوب 4 : 11 - 17 . [2] إفسس 5 : 19 . [3] كورنثوس الأولى 7 : 12 - 19 .
105
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 105