نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 102
ماذا كتب هؤلاء الذين قال عنهم يوحنا إنهم ينكرون الابن ولا يعترفون بألوهيته ؟ هل يمكن أن هؤلاء جميعا لم يكتبوا شيئا ؟ ولم يشرحوا آراءهم ولم يدافعوا عن اعتقاداتهم ؟ الإجابة التي هي يقين لا يحتمل شكا ، وعلم لا يحتمل ظنا ، أن هؤلاء كتبوا وتكلموا وناضلوا ، وهذا واضح تمام الوضوح من كلام بولس ويوحنا . ولكن أين ما كتبوه ؟ وأين أحاديثهم وشروحهم ودفاعهم عن آرائهم ؟ الجواب أنه ليس في أيدينا شئ ، فلا بد أن يكون قد ضاع ودمرته يد الطغيان والغوغاء في العصور المظلمة كما دمرت إنجيل عيسى ، أو قل إن بعض ما كتبه هؤلاء ربما استطاع أن ينجو من التدمير ، وأخفاه ذووه وتوارثه الأبناء والأحفاد حتى ظهر مجمع نيقية حيث تقرر أن يختار الكتاب المقدس للمسيحيين فقدمه أصحابه للمجتمعين ، ولكن القائلين بالتوحيد وهم الأغلبية الساحقة بهذا المجمع غلبوا على أمرهم ، وانعقد المجمع بدونهم في أقلية تقول بألوهية المسيح واتخذت قرارا بذلك كما سنرى فيما بعد ، وهؤلاء الذين قالوا بألوهية المسيح هم الذين اختاروا من بين الأناجيل والرسائل الموجودة ما لا يعارض هذا القرار وقضوا على سواها بالفناء كما سنرى عند الكلام عن الكتاب المقدس ، ولم يظهر لنا من الثروة التي قضي عليها بالدمار إلا إنجيل برنابا ، وقد كشف في القرن الثامن عشر ، وذكر برنابا أنه ألف إنجيله ليرد على الضلالات التي يذيعها بعض الناس ومنهم بولس ، وسيأتي حديث خاص عن برنابا وإنجيله فيما بعد . ومرت حقبة من الزمن انهزمت فيها مبادئ عيسى وفنى حواريوه ، وضاع التراث الفكري الذي خلفوه أو اختفى ، وتم النصر لأفكار بولس أو رجح النصر ، وبخاصة عندما أيدت القوة الرومانية في مطلع القرن الرابع هذا الاتجاه
102
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 102