نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 87
ويعلق مولانا محمد علي على هذه الآيات بقوله : إن العلم يسير وفق نظام محدد ، وبتدبير محكم ، وكل كوكب فيه يسير في طريقه المرسوم [1] . بقي أن نقول إنه غير معقول إطلاقا أن تسير آلة أيا كان نوعها وأيا كانت جودتها دون أن يكون هناك من يراقبها ويلاحظ سيرها ، وأية آلة تشبه هذا الكون الواسع البديع بما فيه من نظم وترتيب ؟ والذي يدل عليه العقل السليم أن عين الله لو غفلت لحظة عن هذا الكون لا ختلت نظمه واضطرب سيره ، ولكنه جل شأنه : " وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم [2] " . ولما كانت نظم الكون واضحة الدلالة على وجود الله ، ولما كان الإنسان بما فيه من حواس ومواهب من أكبر الأدلة على الخالق الأعلى ، كان أولئك الباحثون في الكون ونظمه ، وفي الإنسان وخلقه ، من أسبق الناس لمعرفة الله والإيمان به ، لأنهم أكثر عمقا في بحوث الكون والإنسان ، ولأنهم لا يقفون على هامش الحياة ، بل تدفعهم أبحاثهم ليقفوا وجها لوجه أمام المعجزات الكبرى التي يخرون لها سجدا ، معترفين اعترافا كاملا بالخالق العظيم ، وقد عبر القرآن الكريم عن ذلك بقوله : " إنما يخشى الله من عباده العلماء " [3] . وقد نشر الدكتور دينرت . Dennert الألماني بحثا حلل فيه الآراء الفلسفية لأكابر العلماء بقصد أن يعرف عقائدهم ، فتبين له من دراسة 290 عالما أنهم بالنسبة للعقيدة الدينية كما يلي :