نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 77
وحقيقته الذاتية ، ولا يخلو من " وعي " يقيني بالوجود الأعظم والحقيقة الكونية . وبجوار هذا الدليل هناك أدلة أخرى نستطيع أن نعتمد عليها للتدليل على وجود الله سبحانه وتعالى ، وهذه الأدلة هي : الدليل العقلي والدليل النقلي والتجربة الشخصية ، وعن كل منها سنتحدث حديثا خاصا هو - حتى ما يتعلق بالدليل النقلي - إلى الاتجاه العلمي أقرب منه إلى الاتجاه الديني ، كما سيبدو فيما بعد الدليل العقلي : كثيرون من الناس يطلبون الدليل العقلي على وجود الله ، ولدينا هذا الدليل العقلي الذي عقدنا له هذا الجزء من الحديث ، والحقيقة أن القرآن الكريم - كما سيأتي - حث الناس على استعمال عقولهم ليعرفوا الله خلال ذلك ، ولكنا نريد أولا أن نوضح غرور الناس بعقولهم ، وكيف وصل كثير منهم إلى الهاوية بسبب هذه العقول ، وفي المثل الريفي الذي سمعته منذ نعومة الأظفار بقرانا في مصر : " كل واحد راض عن عقله وساخط على جيبه " وهذه حقيقة واضحة ، فأغلب الناس أو كلهم يعتقدون أنهم أذكياء ، وفي غاية الفطنة ، وقلما يعترف واحد منهم بقصور عقله أو بتفوق شخص آخر عليه في القريحة والمواهب ، وقد جلب هذا الوضع الشقاء للناس ، أي أنهم تعسوا بعقولهم وكان عليهم أن ينعموا بها ، وسبب تعاستهم بهذه العقول أنهم تعرضوا لأشياء تقصر عقولهم عن الوصول إليها ، تعال معي لتختبر عقلك : أنت ترى بعينيك ، فهل تعرف كيف ترى ؟ وأنت تسمع بأذنيك ، فهل تدرك كيف تسمع ؟
77
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 77