نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 70
وأنت تمرض جسمانيا فتسارع للطبيب لأن مرض الجسم شئ مادي تحس به ، فإذا أرشدك الطبيب لدواء اتبعت تعليماته بكل دقة ، ولكنك تمرض نفسيا أمراضا بأشد فتكا من أمراض الجسم وأشأم أثرا ، وتحس بهذه الأمراض وتدرك خطرها عليك وعلى الناس . فهل تسارع لطلب الدواء للخلاص من هذا الداء ؟ هل تحس أنك حسود ؟ أو تكره الناس ؟ أو لا تميل إلى التعاون ؟ وهل تحس بالكبر وعدم أداء الواجب ؟ كل هذه أمراض فتاكة تنزل بالإنسان ، وقل من يحاول أن يجد لها العلاج ، وقل من يقبع سبل العلاج إن حصلت له ، لماذا ؟ لأن الإنسان مادي يعيش للمادة ولا يهتم كثيرا بالروحانيات . وأنت تشتري قلم الرصاص وتشتري معه مبراة ، ويصغر القلم رويدا رويدا حتى لا تستطيع أن تمسك به فتلقى به جانبا وتسرع فتشتري قلما آخر ، ولكنك لا تشتري مبراة أخرى مع أنها في الحقيقة قد انتهت صلاحيتها للعمل كما انتهت صلاحية القلم ، ولكن انتهاء القلم مادي فقد صغر وصغر ، أما انتهاء صلاحية المبراة فليس واضح المادية ولذلك تحاول استعمالها مرة أخرى ومرات ، وهي لا تستجيب لك ، وربما أفسدت لك الأقلام ، ولكنك تظل تلح عليها لأنك لا تريد أن تدرك غير المادة . وأنت أيها المسلم تصلي وتتجه إلى البيت الحرام ، وأنت أيها المسيحي تتجه أيام الآحاد إلى الكنيسة ، ويتجه البوذي والهندوكي وغيرهما إلى المعابد ، ويصلي كل من هؤلاء صلاته ، يقرأ ويدعو ويركع ويسجد . ولكني أسألك : هل كنت متجها إلى إلهك بقلبك وأنت تصلي ؟ وهل كنت تحس بأنك تكلمه وتعيش معه وتناجيه ؟ أو أنك مادي ينطق لسانك وتتحرك أعضاء جسمك ، وقلبك في شغل عن هذه الصلاة ؟
70
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 70