نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 279
نتيجة الثغرات التي أوجدتها الريبة والشك فيما لم يستطع العقل قبوله ، وما لم يطمئن إليه الضمير لحظة الظهر الوجداني ، فكان لتلك النداءات حظ من الانصات الذي أعقبه التفكير في الأديان السابقة على ديني ، فكنت كالمستجير من الرمضاء بالنار ، إذ وجدت بعد التمحيص أن أغلال ديني أخف وطأة من قيود من سبقه من أديان الطغيان الكهنوتي والكنسي . وبعد أن أكملت دراستي - دون أن أصيب ما بحثت عنه - تحولت إلى البحث في الدين الإسلامي ، وفي هذه المرة لم تكن بغيتي الفرار من ديني ، ولكن كان قصدي من البحث في الإسلام استخراج العيوب ، وتلمس الأخطاء ، والوقوف على المتناقضات التي أوحى إلي بها أساتذتي وأهلي ، ولكني لم أكد أطرق الباب وأمسك بأول الخيط حتى دخلت باب المقارنة بين ذلك الدين وما سبقه من أديان ، ولم أخرج من تلك المقارنة إلا وقد استولى علي سحر الحقيقة الناصعة ، والمبادئ الوضاءة والتعاليم الصريحة ، التي لا اعوجاج فيها ولا التواء ، ولا سلطان لكاهن ولا طغيان لأحبار . وجدت لكل سؤال جوابا ، ووجدت فصل الخطاب فيما لم يستطعه دين سابق ، سواء كان وضعيا ، أو مبدأ من المبادئ الفلسفية ، أو منحدرا من الأديان السماوية ، وقولي منحدرا يرجع إلى أن رجال الدين خرجوا بالأديان السماوية عما جاءت من أجله ، ولقد وجدت أن ما زعموه في الإسلام عيوبا هو في الحقيقة مزايا ، وما ظنوه متناقضات هي حكم فصلت لأولي الألباب ، وأن ما عابوه على الإسلام كان علاجا للبشرية التي طالما تردت في بيداء الظلمات حتى أخرجها الإسلام إلى النور ، فأخذ الإسلام بلبي وقبض على لبابتي ( عقلي ) ، ومن واضح أحكامه ونور تعاليمه وصدق رسالته حملت على الإيمان به
279
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 279