responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 278


وفي غمرة البحث والتنقيب عن أسرار دينه ، قد تطرأ عليه الرغبة الملحة التي تبلغ به حد التطفل ، فيسترق السمع في غفلة من دينه الذي ولد وشب عليه ، إلى دعوة تدعو إلى دين آخر ، وقد يسرع فيستبعد هذا الفكر الطارئ ، وقد يرحب به ويتوغل في بحثه ودرسه ، وهو يميل إلى هذا الاتجاه الأخير إذا كان عقله الفطري قد بلغ غايته من التحرر ، فلم يعد ينظر إلى الأبوة أو البنوة أو العشيرة أو الأموال ، بل تكون هذه كلها قد اضمحلت قيمتها أمام إلحاح الفطرة التي تدفع الناس دفعا قويا للبحث عن الحقيقة .
وكلما كان الدين الجديد واضحا لا تعقيد فيه ولا تكلف ، وكلما كان متفقا مع الفطرة التي فطر الله عليها خلفه ، كلما كان التمسك به أقوى ، دون حاجة إلى دعاء يستعملون أساليب الكياسة والفطنة والمنطق الخلاب ليجذبوا لدعوتهم الناس ، لأن الحقائق ليست بضاعة تتعلق بمطالب الجسد ، إنما هي مطلب الروح والعقل ، والروح والعقل يبغيان الحقائق الواضحة التي لا التواء فيها ولا دوران .
ويعد هذا التقديم الذي أو جزناه يقوم الأستاذ محمد فؤاد الهاشمي بوصف حالته وتطبيق هذه الانفعالات على نفسه فيقول :
وقد صادفتني هذه الحالات ، ودرت في فلكها ، واصطليت في أتون الفكر ردحا من شبابي ، فقد ولدت على دين من أديان أهل الكتاب ونشأت أقلد أبوي وأترسم خط أجدادي في أداء الطقوس والشعائر ، حتى بلغت الرشد ونلت حظا من العلم ووجهت إلى تعلم هذا الدين ، لأكون دعامة من دعائم الدعوة له ، وربما قائدا من قادته .
وقادتني الدراسة إلى إصاغة السمع إلى عدة نداءات وصلت إلى سمعي

278

نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست