نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 249
وطبيعي أن كثيرات من هؤلاء الرقيقات كن يفضلن الرق على الحرية ، ومما يروى في ذلك أن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة ، وزهد في متاع الدنيا ، واتجه للقيام بمسؤولياته الكبيرة جمع جواريه وقال لهن : إنه قد نزل بي أمر شغلني عنكن ، فمن اختارت منكن العتق أعتقتها ، ومن أمسكتها لم يكن لها على شئ . فبكين بكاء شديدا يأسا منه [2] . ولعل الرق القليل الذي لا يزال موجودا في بعض القصور هو من بقايا هذا النوع من الرق الصناعي . وكان إقبال الشبان على الرقيقات عظيما مما جعل أثمانهن ترتفع ارتفاعا كبيرا فأصبح ثمن الواحدة يعادل مهر عدة من الحرائر ، والسبب في هذا الاقبال أن الشاب يختار الجارية بعد خبرة ، فيرى جسمها ويسمع صوتها ويختبر تجاربها وعلمها وذكائها ، ولكنه حين يختار زوجة لم يكن يتاح له أن يتعرف عليها ، وغاية ما يستطيعه أن يرى وجهها ويديها إن استطاع أن يقابلها مقابلة قصيرة : ومن الرق الصناعي الذي لا يقره الإسلام ما يوجد في بعض القصور من بقايا النخاسة الأوربية التي كانت تلتقط الأطفال والشبان من إفريقية وتدفع بهم إلى مزارع أمريكا ومصانعها ، وتنحرف ببعضهم أحيانا فتلقى بهم في قصور الشرق للخدمة أو الحراسة . وبعد ، لقد وضع الإسلام منذ جاء الأساس المتين لإلغاء الرق وتحرير الأرقاء ، وقد ظل صوت الإسلام يزمجر حتى استجاب له العالم بعد عدة قرون من تشريعه الحكيم ، إن زوال الرق هو أحد الهدايا التي قدمها الإسلام الإنسانية .
[2] ابن عيد الحكم : سيرة عمر بن عبد العزيز ص 147 .
249
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 249