نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 245
كنت في رهط من أسرى بدر ، فكان المسلمون إذا قدموا غذاءهم أو عشاءهم خصوني بالخبز وأكلوا التمر ، لوصية رسول الله إياهم بنا . ويحدثنا التاريخ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء إلى بيت المقدس ومعه غلامه ، ولم يكن معهما إلا ناقة واحدة ، فكانا يركبانها على التناوب إلى أن اقتربا من تلك المدينة ، وكانت النوبة للغلام ، فأركبه عمر وسعى خلفه ماشيا حتى وصلا ، ولما لأمه أبو عبيدة على ذلك قائلا : إني أراك تصنع أمرا لا يليق ، فالأنظار متجهة إليك . أجاب ابن الخطاب في قوة وإيمان بالله وبنفسه قائلا : قد كنا أذل الناس ، وأقل الناس ، فأعزنا الله بالاسلام ، ومهما نطلب العزة بغيره يذلنا الله . ومن نتائج هذه التعليمات وتلك الوصايا كذلك أن أصبح الرقيق صديقا لمالكه في كثير من الأحيان ومزاملا له في الدراسة ، بل أحله بعضهم محل الابن يقول سعد بن هاشم الخالدي في وصف غلام له : ما هو عبد لكنه ولد * خولنية المهيمن الصمد شد أزري بحسن خدمته * فهو يدي والذراع والعضد ويرثي كشاجم غلامه مبشرا بقوله : يا ناصحي إذ ليس لي ناصح * ويا أميني إذ يخون الأمين [1] ولم تكن معاملة الرقيق فضائل يتخلق بها مالك الرقيق بل جعلها الشرع الإسلامي واجبا يلتزم المالك أن يقوم به ، فإذا جار مالك على عبده
[1] أنظر آدم متز : الحضارة الإسلامية ج 1 ص 291 - 292 .
245
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 245