نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 234
ولم تأمر بإطلاق العبيد أصلا ، وبالاجمال لم تغير النسبة الشرعية بين الولي والعبد بشئ ، بل على عكس ذلك أثبتت حقوق السادة وواجبات العبيد . وأمر بولس الرسول العبيد بإطاعة سادتهم كما يطيعون السيد المسيح ، فقال في رسالته إلى أهل إفسس [1] . " أيها العبيد ، أطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم كما للمسيح ، لا بخدمة العين كمن يرضى الناس ، بل كعبيد المسيح ، عاملين مشيئة الله من القلب ، خادمين بنية صالحة كما للرب ليس للناس ، عالمين أن مهما عمل كل واحد من الخير فذلك يناله من الرب عبدا كان أو حرا " . وأوصى بطرس الرسول بمثل هذه الوصية ، وأوجبها آباء الكنيسة لأن الرق كفارة عن ذنوب البشر يؤديها العبيد لما استحقوه من غضب السيد الأعظم . وأضاف القديس الفيلسوف توماس الأكويني رأي الفلسفة إلى رأي الرؤساء الدينيين ، فلم يعترض على الرق بل زكاة لأنه - على رأي أستاذه أرسطو - حال من الحالات التي خلق عليها بعض الناس بالفطرة الطبيعية ، وليس مما يناقض الإيمان أن يقنع الإنسان من الدنيا بأهون نصيب [2] . الرق في أوربا : فيما عدا اليونان والرومان - وقد سبق الكلام عنهما - ليس لأوربا تاريخ قديم يذكر سوى تاريخ الجرمان ، ويقول الأستاذ شفيق ( باشا ) عن موقف الجرمان من الرق ما يلي : وكانت المقامرة تخرج بالمولعين بها إلى حد أنهم يقامرون على نسائهم وأولادهم ، بل وعلى حرياتهم الشخصية ، فكان ذلك عند الجرمان مصدرا من مصادر الرق [3] .
[1] الأصحاح السادس : 5 - 9 . [2] الأستاذ العقاد : حقائق الإسلام ص 215 . [3] الرق في الإسلام : ص 31 .
234
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 234