نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 214
وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها ، وطلبها مرضاته ، تعدل كل ما ذكرت . فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشارا [1] . بقيت تلك المسائل التي تكرر القول فيها ، والتي ظنها مثيروها سوءات تمس الإسلام ، فراحوا ينشرونها في نحيب وولولة ، مدعين أنهم يدافعون عن حقوق المرأة التي زعموا أن الإسلام هضمها وفي قمة هذه المسائل : تعدد الزوجات ، والطلاق ، والقوامة ، وتأديب الزوجة . وطريقنا هنا لشرح موقف الإسلام من هذه المسائل جميعا طريق واحد ، ففي رأينا أن هناك علة واحدة قضت بهذه الأمور ، وهي علة واضحة لا تخفى إلا على من رغب في الغموض وأغمض عينيه حتى لا يرى النور ، وتلك العلة هي أن الإسلام دين الفطرة ، ودين الطبيعة ، فهو يعترف بواقع الأمر وأخلاق الناس ، ولذلك فالإسلام يشرع تشريعا مثاليا للخاصة ويحث المسلمين على اتباع هذا النهج المثالي ، ولكن الإسلام يعترف أن بعض الناس لا يقوون على الوصول لهذه الغاية المثلى ، وهؤلاء لا يدعهم الإسلام يهيمون في الضلال ، بل يشرع لهم ما يوفق به بين طباعهم الشاردة وبين القيم الصحيحة ، وذلك هو أسلوب الإسلام في هذه الشؤون التي اعتبرها أعداء الإسلام ومن سار سيرتهم سوءات ، وراحوا يحاولون مهاجمة الإسلام بسببها . والإسلام دين الفطرة كذلك في اعترافه بأن الرجل يفضل المرأة في بعض الأمور ، فهو أطول منها قامة في المتوسط ، وهيكله العظمى أضخم من هيكلها ، ووزنه أثقل ، وعضلاته أصلب ، ومخه أكبر وكذلك قلبه ويعتريها - دون الرجل - عارض الحيض فيهز جسمها بضعة أيام كل شهر .
[1] عبد الحي الكتاني : التراتيب الإدارية ج 2 ص 119 .
214
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 214