نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 177
ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ، إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا ، ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا ، ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا ، ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده ، وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا ، وأوفوا الكيل إذا كلتم ، وزنوا بالقسطاس المستقيم ، ذلك خير وأحسن تأويلا ، ولا تقف ما ليس لك به علم ، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ، ولا تمش في الأرض مرحا ، إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ، كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها [1] " . وهكذا تجد بهذه المجموعة من الآيات ألوانا من حسن المعاملة والارشاد لتعاون كامل ، فهي تبدأ بالأمر بتوحيد الله ثم تربط به ضرورة الاحسان للأبوين ، وتعرج على ذوي القربى ، ثم المحتاجين عموما ، وتنفر من الزنا ، وقتل النفس بغير حق ، وتوصي باليتيم وتخوف من ماله ، وتحث على إيفاء الكيل والميزان ، وتصل القمة عندما تذكر الإنسان أنه سيسأل عن سمعه وبصره وعقله ، فعليه ألا يسئ استعمال هذه المنح الإلهية ، ثم تذكر الإنسان بضعفه وقلة شأنه ، فينبغي له أن يدع الكبر وأن يتخلق بالتواضع . ولا شك أن من اتبع هذه التعاليم كان جديرا أن يكون كاملا أو أقرب إلى الكمال . الإسلام والمساواة : من الحق علينا أن نتخذ التؤدة دستورنا ونحن نتحدث عن موقف الإسلام من المساواة ، فقد وقف الإسلام نحوها موقفا فريدا بين الاتجاهات