نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 159
ولا يتجه الحجاج المسلمون في حجهم إلى قبور يزورونها ويعظمون أصحابها كما تفعل كثير من الديانات ، لأن من مبادئ الإسلام التي لقيت كامل العناية في التفكير الإسلامي إبعاد المسلم عن كل ما فيه شبهة تجاه تعدد الآلهة ، وعن مهزلة عبادة الإنسان أو عبادة الأصنام . ولذة الحج يدركها الحجاج أكثر مما يدركها أولئك الذين يكتبون عن الحج دون أن يقوموا به ، ويمكننا أن ندرك هذه اللذة لو عرفنا أن آلاف الحجاج كل عام يقومون بالحج لمرة الثانية أو الثلاثة أو السابعة أحيانا ، فلأي شئ جهد هؤلاء ورحلتهم ونفقاتهم الباهظة بعد أن أدوا الفريضة بحجهم الأول ؟ إنها ليست إلا للذة والمتعة التي يحسون بها والتي تفوق عندهم ما يبذلون من جهد وما يدفعون من مال ؟ ومما يتصل بهذا الموضوع أيضا ما نلاحظه في مختلف البلدان الإسلامية من أن أكثر الذين يحجون ليسوا مكلفين بهذه الفريضة ، فقد أوضحت الشريعة الإسلامية أن الحج واجب على صحيح البدن ، بشرط أن يملك تكاليف الرحلة ، ويملك الإنفاق على نفسه خلالها عن سعة ، ويملك ما يتركه لأهله ليعيشوا في رخاء مدة غيابه ، على أن يكون هذا المال خاليا من الديون والحقوق . ولو قارنا هذه الشروط بآلاف الحالات لوجدنا أن غالبية الحجاج يقومون بالحج لا إسقاطا للفريضة لأنها في الحق ليست واجبة عليهم ، بل يقومون بالحج للذة والمتعة والبهجة والسرور . وهناك مآثر للحج تكشف عن روعة هذه الرياضة الروحية التي ينعم بها الحجاج ، فإنه مع الزحام الشديد ومع الجهد الكبير الذي يبذله الحجاج تجد استجابة طيبة للآية الكريمة التي أوردناها آنفا وهي قوله تعالى " فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج " فالأكثرية الغالبة من الحجاج يقابلون هذا
159
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 159