responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 152


ويقصدون بذلك الهرب من الترهل أو يقصدون بعث النشاط إلى الجسم ، وإراحة المعدة من التخمة ، وقد عبر الرسول عن هذا المعنى بقوله : ( نحن قوم لا نأكل حتى نجوع ، وإذا أكلنا لا نشبع ) ولما كان أغلب الناس لا يقوون على الحد من نهمهم من تلقاء أنفسهم ، وكانت الرغبة في الطعام تدفعهم إلى أن يأكلوا بدون حساب ، فقد جاءت فريضة الصوم لتعالج هذا الداء ، وتيسر السلامة للأجسام ، وأعرف بعض المسيحيين أدركوا ما في الصوم من فوائد للأجسام ففرضوه على أنفسهم وقاموا به على النحو الذي يتبعه المسلمون ، مع استمرارهم على اعتناق المسيحية .
أما الناحية الروحية للصوم فجلية واضحة ، وقد أدركت البشرية منذ عهود سحيقة ما يسببه الصوم من تهذيب للنفس وسمو للروح ، وأدركت أن الصوم معناه إهمال الماديات واحتقارها ، وفي ذلك تقوية للجانب الروحي في الإنسان ، فلجأ الفلاسفة القدامى للصوم ، أو قل : للحرمان ، وبالغوا فيه يقصدون القضاء على الجانب المادي في الإنسان أو - كما فهمته الهندوكية والبوذية - يقصدون إفناء الجسم الذي هو قفص تحبس فيه الروح ، معتقدين أن القضاء على هذا القفص سيترتب عليه انطلاق الروح وتحرزها ، وقد هذب الإسلام هذه العبادة ولم يقصد بها القضاء على الجسم ، وإنما قصد بها هدفا مزدوجا هو ترقيه الجسم وترقية الروح جميعا .
والذي يفكر في الصوم كما نظمه الإسلام يجد أنه رياضة روحية سامية ، وأنه ترجيح لجانب الروح في صراعها مع الجسم ، وأنه عن طريق الصوم يتحرر الإنسان من العادات التي خضع لها على مر الزمن ، كتناول الطعام في وقت معين ، وكالتدخين والمرح ، تلك العادات التي يمكن أن يقال إن الشخص أصبح عبدا لها لا يستطيع أن يتخلف عنها .

152

نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست