نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 146
إنهم أشبه بأعمى تضعه أمام لوحة فنية ممتازة ، أو أصم تصحبه إلى حفل موسيقى ، فسرعان ما يضيق به هذا وذاك ، لأن كلا منهما لا يستمتع بما فيه من لذة ، ولم يصل إلى شغاف نفسه ما به من جمال . قل لي بربك : من ذا الذي يضيق بجلسة مع خالقه ورازقه ، ومن ذا الذي يضيق بحديث يوجهه إلى ربه يشكره ويذكره ويدعوه . ما من لحظة يلتقي الإنسان فيها التقاء صحيحا بربه إلا وتمنى أن تطول ، فإذا ضقت ذرعا بالصلاة فلتبحث عن الداء الذي دفعك إلى هذا الضيق ، وأغلب الظن أنه ما ديتك ، أي أنك مرتبط بالمادة منجذب لها ، فلا تستطيع أن تصل إلى سماء الروحانيات ، واسأل نفسك كم ساعة تضيع كل يوم في الأكل والشرب واللهو ، وسترى أن وقت الصلاة ضئيل جدا إذ قيس بأوفات الماديات التي تحيط بك . وهناك مقياس واضح وضعه الإسلام لتعرف به مقدار البر في صلاتك ، قال تعالى : " أقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر [1] " ويعني هذا أن وقفتك الحقيقية أمام الله مصليا ستطهر نفسك وتبعد الرجس عنك ، وكلما رأيت رجلا يصلي ولكنه يقدم على الفحشاء والمنكر ، فلتعرف أن صلاته حركات لا مغزى لها ، وأقواله خالية من المعاني . الزكاة : ماذا نقول عن الزكاة في الإسلام وما بها من ثقافة روحية ؟ لقد طاف العالم برحلة طويلة منذ بدء البشرية حتى الآن ، وشهد العالم في أثناء هذه الرحلة فيضا من الدماء وألوانا من الحروب التي نشأت عن المال بسبب التزاحم عليه