responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 136


لا رهبانية في الإسلام يرتبط هذا الموضوع بالموضوع الذي سبقه ارتباطا وثيقا أو قل إن موضوعنا هذا يترتب على الموضوع السابق وهو الروح والمادة في التفكير الإسلام ، فإذا كان الإسلام يهتم بالروح والمادة في الفرد والجماعة ، فإن معنى هذا أن الإسلام لا يوافق على الرهبانية ، ومعناه كذلك أن الإنسان المسلم لا بد أن يعمل ، لا أن يكون عالة على غيره يعمل له هذا الغير ويطعمه ويكسوه ، ومع هذا فموضوع الرهبانية جدير بدراسة مستقلة لتبرز رأي الإسلام في أولئك الذين لجئوا للكهوف أو المعابد ، وحرموا الزواج ، واعتزلوا الناس ، ظانين أن هذا اللون هو العبادة الحقة ، وقد سبق أن قلنا إن العمل والكدح هما في الإسلام عبادة لا تقل عن سواها من العبادات ، فلنأخذ في هذه الدراسة بإيجاز .
عبر القرآن الكريم عن طبيعة البشرية السليمة أصدق تعبير عندما قال : " فمن الناس من يقول : ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق ، ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة [1] " فقد قسم الله تعالى الناس قسمين أحدهما يريد الدنيا فقط والقسم الثاني يريد الدنيا والآخرة ، وأهمل سبحانه وتعالى جماعة شذت عن الطبيعة البشرية ، وأهملت الدنيا إهمالا تاما ، وحسبت أن من الخير لها أن توجه كل اهتمامها للآخرة ، فلجأت إلى الصوامع والبيع والكهوف ، وجعلت دستورها الرهبانية والتبتل .
وجدير بهذه الجماعة أن يهملها الإسلام ، لأن سلوكها ليس طبيعيا ، والإسلام دين الطبيعة والفطرة .



[1] سورة البقرة الآيتان 200 - 201 .

136

نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست