نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 128
الروح والمادة في التفكير الإسلامي هناك شخص يتطلع للذة ويعيش لها ، حياته كلها صراع ليحقق مالا وفيرا ومنزلا فخما ، وطعاما شهيا ، ومركبا فاخرا ، وغير ذلك من ملذات الحياة ، وهناك شخص ، أهمل الدنيا ، وقتل رغبات الجسم ، وهجر الحياة بما فيها من خير وشر ولجأ إلى كهف أو معبد يمضي به حياته في عبادة تكاد تكون متصلة . ومثل ذلك تكون المجتمعات ، فهناك مجتمعات اتجهت لعبادة المادة وعنيت بها ، وأنكرت الحياة الروحية وسخرت منها ، كما تعيش الدول الرأسمالية والشيوعية جميعا ، وعلى العكس من هذه المجتمعات ، دعوة المسيحية التي ترى أن دخول الجمل في سم الخياط أسهل من دخول الغني ملكوت الله ، والتي تدفع الناس للرهبانية وهجر الحياة الدنيا وملذاتها . كلا الاتجاهين لا يقره الإسلام لا في الفرد ولا في الجماعة ، ذلك لأن الإسلام دين الفطرة ، والفطرة التي خلق الله الإنسان عليها هي أنه جسم وروح فيلزم - لإسعاده - العناية بهما جميعا ، ومن أجل هذا اتجهت ثقافة الإسلام إلى تربية جسم الشخص وتربية روحه ، والجماعات عبارة عن مجموعة من الأفراد ، فسلامة الفرد جسما وروحا معناه سلامة المجتمع جسميا وروحانيا كذلك . ومن اهتمام الإسلام بالناحية المادية في المسلم أن أحل له الطيبات وحثه على التمتع بزينة الحياة الدنيا ، وأوجب عليه المحافظة على الصحة ، وحبب إليه العمل لخير الدنيا لنفسه ولذويه ، والآيات والأحاديث في هذا المضمار عديدة واضحة نذكر منها :
128
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 128