نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 111
أمراضهم المتفشية بينهم ، أما رسالة محمد فقد كان من الطبيعي أن تكون عامة ، إذ انتفى السببان السابقان فلم يعد العالم مجزأ إلى أقاليم يعيش كل إقليم في عزلة ، بل امتدت المواصلات بين أجزاء العالم ، وكثر تعلم للغات الأجنبية فاتصلت الأمم ، وأصبح سهلا أن تعم رسالة واحدة جميع البشر ، ثم أن درجة الثقافة قربت بين أكثر الأمم ، إذ انتشرت الطباعة وانتقل المدرسون والطلاب والكتب بين أطراف العالم بسبب سهولة المواصلات ، فتبودلت بذلك الثقافات ولم تعد الهوة واسعة في الفكر والثقافة بين أمم العالم ، وكان ذلك إيذانا بإرسال رسول واحد لجميع البشر [1] . وقد جاءت آيات كثيرة من القرآن الكريم تقرر عموم رسالة محمد ، وتقرر أنها خاتمة الرسالات ، اقرأ قوله تعالى : - وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا [2] . - يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا [3] . - تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا [4] .
[1] لا نزال نرى في عالما الحاضر بلادا تتخلف كثرا في حضارتها عن بلاد أخرى ، ولكن هذا التخلف عمل صناعي اقتضاه الاستعمار . ولو لم يوجد الاستعمار لأمكن للدول المتخلفة أن تلحق بركب الحضارة فتتقارب الثقافات بين أطراف العالم ، وهذا يلاحظ في التطور السريع التي تصل إليه الدول بعد أن تتخلص من الاستعمار أو شبه الاستعمار ، ولنذكر في هذا المجال جمهورية الصين وانتقالها السريع من حال إلى حال . [2] سورة سبأ الآية 208 . [3] سورة الأعراف الآية 157 . [4] سورة الفرقان الآية الأولى .
111
نام کتاب : مقارنة الأديان ، الإسلام نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 111