نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 96
وضعفت الهندوسية عندما خرج غوتاما بوذا ومهاويرا بمذهبيهما أو بدينيهما ، ولكن الهندوسية سرعان ما نفضت الغبار وعادت إلى الحياة ، وقضت على الانتصار المؤقت الذي تحقق للبوذية والجينية ، وسنوضح فيما بعد الظروف التي ساعدت على ذلك ، ولكن الهندوسية ظهرت هذه المرة في ثوب جديد نوعا ، بفضل شرائع " منو " التي نسقت هذه الديانة واكسبتها قوة كانت من عوامل انتصارها على البوذية والجينية ، وظهرت شرائع " منو " في القرن الثالث والثاني قبل الميلاد ، وقد لانت فيها الآلهة بعد قسوة وعنف ، وذلك بتأثير البوذية في هذا المجال . ولكن شرائع منو وجهت عنايتها إلى الطقوس وتقديم القرابين أكثر من اهتمامها بالآلهة ، ويعتبر هذا تطورا كبيرا في الهندوسية التي كانت توجه عناية كبيرة إلى الآلهة ، فاتجهت الآن إلى الطقوس والمظاهر ، وكان من مظاهر هذا الاهمال أن اعتبر الإله " براهما " ليس مستقلا بل موزعا في جميع المخلوقات أطيبها وأخبثها يشاطرها مصايرها وينال نصيبا من آثامها وآلامها وبعثها وتحولها [1] وفي ذلك يقول منو " تستقر الروح العليا في أرقى المخلوقات وأسفلها " . وجاءت المسيحية ، وظهر بولس فاقتبس لها اتجاهات التثليث وصلب المسيح ابن الله تكفيرا عن خطيئة البشر . . . [2] وانتصر بالقوة والسلطان مذهب بولس لأسباب شرحناها في كتابنا عن " المسيحية " واضطر المسيحيون الذين قالوا بالتوحيد وبنبوة عيسى أن يهاجروا من الدولة الرومانية ، فاتخذ بعضهم طريقه إلى الهند ، ومنهم بعض النسطوريين الذين نشروا دينهم عند قلة من الهنود كانت الأساس الذي بنى عليه المبشرون
[1] غوستاف لوبون : حضارة الهند ص 333 . [2] اقرأ كتاب المسيحية من سلسلة " مقارنة الأديان " للمؤلف ص 75 - 112 .
96
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 96