نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 199
. . . وفيما عدا إصرار جوتاما على تحري " الآراء الصائبة " وهو المبدأ الذي كان من السهل إغفاله ، لم يكن هناك أي تحريم فعال لممارسة الخرافات وإنهاض الأرواح ورفعها والتعازيم والسجود والعبادات الإضافية ( النوافل ) ومن ثم سرت في العقيدة منذ مراحلها الأولى إضافات وزيادات اطردت وتواصلت على مر الزمان ، فإن العقائد الجديدة التقطت معظم الأدواء المعيبة بالديانات الفاسدة التي حاولت أن تحل محلها ، فأخذت عنها الأصنام والمعابد والمذابح والمباخر . واستمرارا لنقد البوذية نقرر أو نكرر ما سبق أن أوردناه أن بوذا لم يوضح النرفانا ، وأن ما ذكره عنها يحيط به الغموض ثم إنه يقرر أن قليلين جدا هم الذين يبلغون النرفانا ، ومعنى هذا أن أغلبية البشر سيظلون في ظلام وتخبط وحرمان . والبوذية - ككل المذاهب الهندية - ترى الحياة ظلاما ، ونظرتها حافلة بالتشاؤم واليأس ، فالعالم عندها كله سوء ، والرغبات شريرة ، ولا مكان للرغبات والأماني الصالحة ، ومما ورد عن بوذا في ذلك قوله : الكون بأجمعه ملتهب ، الكون بأجمعه محفوف بالدخان ، الكون بأجمعه تحيط به النار ، الكون بأجمعه مرتعد . ويؤخذ على بوذا رفضه قبول النساء في دينه ، ثم قبولهن بتردد وخوف ، وإشارته إلى خطرهن على النظام ، وإمكان إخراجهن منه ، وذلك كما ترى تفريق قاس بين الرجل والمرأة ، وحيلولة بين المرأة وهي الأم والزوجة والأخت والبنت وبين النور إن كانت البوذية نورا . وكان بوذا يقبل من يريد أن يدخل " النظام " ولو بدون رأي أبويه ، ولكن والد بوذا تضرع له بأن أخذ الابن من أبيه عمل يعد غاية في القسوة ، ورجاه ألا يقبل الأبناء إلا إذا أذن لهم آباؤهم ، وقد استجاب بوذا لرغبة أبيه وقرر ضرورة الحصول على إذن الآباء لمن أراد دخول " النظام " من
199
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 199