نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 181
البوذية ، واتجه آسوكا إلى خارج الهند فأرسل البعوث الدينية إلى كشمير وسيلان والإمبراطورية اليونانية وجبال همالايا وفارس والإسكندرية [1] . وهكذا انتقلت البوذية من مذهب ضمن المذاهب الدينية الهندية إلى دين عالمي ، وسرعان ما لبى أهل سيلان دعوة آسوكا فاعتنقوا الدين الجديد ، ولعل مما سبب ذلك ما كان بين حاكمها وبين آسوكا من روابط الصداقة . ويروى أن أهل الجزيرة أرسلوا بعثة إلى الهند لتتعلم البوذية ، وأن آسوكا أرسل مع إحدى بعثاته إلى سيلان فسيلة لشجرة المعرفة التي نال بوذا تحت ظلالها المعرفة والبصيرة ، وغرست هذه الفسيلة في سيلان . وبمرور الزمن أصبحت دوحة عظيمة ، ولا تزال باقية إلى الآن وهي أقدم شجرة على الأرض . وأقام آسوكا المسلات في عدة أمكنة حيث دون عليها تعاليم البوذية ، وأنذر من يميلون للعصيان ، ووعد البررة بالهبات والخيرات . وتنازل آسوكا عن ممتلكاته ولم يستبق إلا ثمانية أشياء ضئيلة هي أردية ثلاثة صفراء ، ونطاق يشدها به ، وإبرة لترقيع الأردية ، وموسى لحلق شعره ، وغربال لتصفية الماء فبل شربه حتى لا يبلغ نفسا . وندب آسوكا رجالا يتجولون في البلاد ، يرغبون الناس في النسك والورع ، ويعلمونهم مكارم الأخلاق ، وحثهم أن يكونوا قدوة للناس ، ليسهل على الناس الافتداء بهم ، فيجاروهم في سيرتهم الرشيدة ، وصبرهم على الشدائد ، وعهد إليهم كذلك النظر في الأعمال الخبرية وإدارة شؤونها ليزيد نفعها وخولهم بعض السلطة فكان لهم إطلاق سراح المسجونين إذا اقتنعوا ببراءتهم ، وكانوا يراقبون الناس ليتحققوا أنهم يلتزمون سبل السلام ويحترمون القانون ويراعون حق الفقراء والأكابر [2] .
[1] 127 - 126 . p . A short History of the World p : Wells [2] محمد عامر الأنصاري : آسوكا الإمبراطور الهندي العظيم ص 82 - 83 .
181
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 181