نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 177
هي التي دعا إليها بوذا نفسه واتبعها مريدوه وأتباعه الملازمون له . أما البوذية الجديدة فهي عبارة عن تعاليم بوذا مختلطة بآراء دقيقة في الكون ، وأفكار مجردة عن الحياة والنجاة ، مؤسسة على نظريات فلسفية ، وقياسات عقلية ، قد سمحت بها قرائح المتأخرين من الشراح والزعماء ، والغالب عليها صبغة الفلسفة [1] . وقد ارتبط التغير الفلسفي البوذي بانتشار البوذية ودخولها أقطارا كثيرة ، فإن أتباعها هنا وهناك أكثروا فيها القياس والتأويل حسب عقولهم وثقافاتهم حتى بعدت عن أصلها الساذج البسيط ، وسنسوق فيما يلي اتجاهاتها الفلسفية الجديدة ، ويلاحظ أن أكثرها اتخذ الاعتراف بالإله أساسا لفلسفته : - فرقة تقول بوحدانية الله ، وأنه أوجد أولا عددا محدودا من الأرواح ، ثم ترك الانشاء والتعمير مكتفيا بما وضعه في العالم من قوانين وقوى كالبذور تسير سيرها الطبيعي بلا نهاية ، وهذه الأرواح هي التي تخلق الخير والشر . - وفرقة ترى أنه أودع هذه الأرواح التي أرسلها للعالم قوى تستطيع منها أن تعرف الخير من الشر ، ومن أجل ذلك لا يرسل الله رسلا اكتفاء بذلك . - وفرقة ترى أن الله يفرغ الكمالات الإنسانية في كل زمن على إنسان يتجرد لعبادته ، ويبتعد عن إرضاء الشهوات الحيوانية ، وهذا الإنسان المختار يحل محل الإله في إظهار الرضا عن بعض الناس أو الغضب عليهم ، تبعا لما يأتونه من الأعمال ، ويعرفه الناس ويلتفون حوله .
[1] محمد عبد السلام الرامبوري : فلسفة الهند القديمة ( ثقافة الهند ، ديسمبر سنة 1953 ) ص 95 . ( م - 12 أديان الهند )
177
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 177