responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 153


وعند فلق الصبح قال المبارك : " قد يقول بعض منكم قبل نهاية اليوم ، لقد ذهب السيد عنا ، وليس لنا معلم : كلا ، لا تقولن ذلك ، فإني أترككم على المنهاج المعبد المستقيم المنور . اسمعوا ، معلمكم بعد ذهابي ، هو الشريعة والجمعية " .
ثم استوى جالسا يرنو إلى الجبال الشاهقة البيضاء . وقد سمعوه يتنفس الصعداء ، والطمأنينة بادية على وجهه ، وبعد قليل أخذ ينشد " أنشودة البيت المتضعضع " :
" من بيت وراء بيت سجنني ، ومن رسالة إلى رسالة أرسلني ، ولادة بعد ولادة ، وأنا أدور في دائرة متعبة ، باحثا عن صانع هذه الخيمة . إن البيت قد ارتجفت أركانه . سقفه يرحب بمطر الموت في داخله : وجدرانه من الغبار تنتظر النهاية ، كانت الولادة بعد الولادة أليمة . الخجل والعذاب يتبعني وأنا أتيه في بيداء لا نهاية لها . . . الآن يقوم السجين متحررا . . . يا صانع البيت . . .
لقد رأتك العين . . . ها . . تهدم السقف ، وسقطت الجدران ، وانهارت الأركان . يا شاطر ، . . . طال اختفاؤك . . . ها قد وجدتك ومسكتك مسكا قويا لا تنفلت من يدي أبدا . . . حان لي أن أتخلص من العذاب . . .
لقد خمدت هذه النار إلى الأبد ! " عاد بوذا بعد ذلك إلى رقدته الأسدية متعبا . وقد ثقل تنفسه . ومع ذلك تكلم :
" أيها النساك ، كل شئ زائل ، مار كمر السحاب . تذكروا هذه الحقيقة ، واسعوا لحريتكم بالتواضع والجد ، ناظرين إلى النهاية " .
سكت السيد وأغمض عينيه ودخل في التفكير العميق لا يحرك ساكنا ولا يبدو عليه أنه يشعر بما حوله .

153

نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست