نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 151
ياسودهرا وحدها مختفية بين ذلك الحشد العظيم ، تسمع كلام المبارك ، وكان راهولا ابنها الوحيد يكلمها مرة واحدة كل سنة ، أما السيد فكانت لا تراه . وعند ما توجه السيد إلى التل ، وليس معه إلا آنندا ابن عمه ومريده الأول ، أسر إليه السيد قائلا : يا آنندا ، لقد حانت الساعة التي تجتاز فيها ياسودهرا العين ( أي أنها على وشك أن تنقل لعالم الروح حيث تصبح غير مرئية بالعين ، وذلك كناية عن الموت ) ، فانتهز آنندا هذه الفرصة وأجاب وهو يرتعد : ألا يرى السيد أن يتكلم معها ؟ فأبدى السيد موافقته دون أن يفوه بكلمة . وفي الكوخ وجدا عجوزا شمطاء حليقة الرأس ذابلة ، عيناها كالسراج الذي نضب زيته ، خائرة القوى ، ترتعد ، وهتفت لزوجها قالة : قد أطاعت الأمة سيدها ، ودخلت النظام منذ أذن لها ، والحمل الثقيل الذي حملته أضعه الآن على الأرض ، إنه لم يبق في نفسي بذر للحياة . وسقطت فاقدة الحياة . قال آنندا : إنها وصفت حملها بأنه ثقيل ، هل كان لها أن تتكلم بمثل هذا إن كانت قد نالت النجاة ؟ وأجابه كانا أحد المريدين : إنها ماتت حيث تولد من جديد . واستأنف بوذا سيره ومعه تلاميذه ومريدوه ، وظهر التعب والاعياء على السيد ، فخاطب تلاميذه قائلا : كل شئ يؤول إلى الانحلال . وأنا كذلك أيها التلاميذ قد شخت وأو شكت أن أموت ، جدوا لتحرير أرواحكم بكل ما أوتيتم من الحول ، وفي خلال الشهور القادمة سأموت ، إن أجلي قد حان ، وإن حياتي يجب أن تنتهي ، وآن لروحي أن تلقي حملها ، أيها الرهبان ، عليكم
151
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 151