نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 128
ظهرت سلطة الإنجليز ، وفي عهد الحكم الإسلامي نالوا كذلك الاحترام والتقدير ، واستخدمهم الملوك المسلمون في بلاطهم وفي كثير من الأعمال ، وجاء الإمبراطور الشهير أكبر ( 1556 - 1605 م ) . الذي أدار ظهره للإسلام واتجه إلى خلق دين جديد مزيج من جميع الأديان ، وبخاصة أديان الهند الأصلية فاحتضن الجينية ، وخلع على المعلم الجيني " هيراويجيا " لقب ( معلم الدنيا ) ومنع ذبح الحيوانات أيام أعياد الجينيين في المناطق التي يوجد بها أتباع لهذه الطائفة [1] . والجينيون من طبقة العامة ، أي الطبقة التي تباشر الأعمال وتساعد الرهبان ، يكثر أن يعرضوا عن الزراعة خوفا مما تستلزمه من قتل بعض الديدان وإلحاق الضرر بما فيه روح ، ويتجه هؤلاء غالبا إلى التجارة وإقراض النقود وأعمال البنوك مما يقل فيه الاعتداء على ذوي الأرواح ، وقد ضمنت لهم هذه الأعمال نصيبا كبيرا من الثراء والرقي الاقتصادي ، حتى أصبح معظمهم من أغنى الأغنياء وأنجح الناس في التجارة والمعاملات المالية ، وقد مكنهم ثراؤهم من أن يلعبوا دورا هاما في خدمة الثقافة الهندية والتراث العلمي والفني على العموم . وللجينيين أياد واضحة بصفة خاصة في خدمة فن المعمار ، فقد برعوا في النحت وإقامة التماثيل وتشييد العمائر والمعابد براعة فائقة ، وقد نحتوا الكهف العظيم المسمى " هاتي كنبا " في منطفة أوريسة في القرن الثاني قبل المسيح . والكهوف الجينية كثيرة ومنتشرة في مختلف أنحاء الهند ، والجينيون مولعون بتعمير المعابد ، والمعبد ضروري للمجتمع الجيني ، كما أن تعميره فرض ديني لديهم [2] .
[1] أنظر بحثا عن " الطائفة الجينية في ثقافة الهند " سبتمبر سنة 1956 ص 69 - 70 . [2] المرجع السابق ص 70 .
128
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 128