نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 127
" لا يليق بي وأنا الابن البار أن أنتف شعري وأقبل على حياة التقشف والحرمان تاركا البيت والأسرة احتراما لعواطف والدي ، وهم يبيحون الطعام للعرفاء ، ويرون إمكان لنجاة للنساء . وهناك افتراق حدث للجينيين بسبب مجاعة شديدة نزلت بموطنهم الذي كانوا يتجمعون فيه في بلاد مكدا ، فلجأ عدد كبير منهم إلى الهجرة طلبا للعيش وتخفيفا للعب ء عن سكان المنطقة ، وذهب هؤلاء إلى الجنوب بزعامة بدرا باهو Bhadra Bahu وأقام النصف الباقي تحت رقابة استولا بدرا Sthula Badra [1] . وقد سبق أن ذكرنا أن الجينية فرقتان : خاصة وهم الرهبان المنقطعون للتبتل ، وعامة وهم الذين يؤيدون النظام الجيني ، ويساعدون الرهبان ماديا ، ويباشرون حياة العمل ، مع تخلقهم ما استطاعوا بأخلاق الفكر الجيني ، وقد كان لهؤلاء وأولئك نصيب في تاريخ الجينية ، ومن أهم ما قالت به الجينية ، مما حبب هذا الدين للحكام والملوك ، أن الجينية مع أنها لا توقع أذى بذي روح توجب أن يطيع الشعب حاكمه ، وتقضي بذبح من يعصي الملك أو يتمرد عليه ، ولعل هذا هو الذي جعل الملوك والرجاوات يقبلون على الجينية يعتنقونها ويؤيدونها سواء في وادي الإندوس أو في الدكن [2] . وفي ابتداء العصور الوسطى حصلت للجينية رعاية من كثير من السلاطين ، وأصبح للرهبان الجينيين نفوذ كبير في بلاط كثير من الملوك والحكام ، لا سيما في بلاط الملك سدراج والملك كماربلا ، وبعد سقوط إمبراطورية ديجانكر بقي في الجنوب حكام صغار من الجينيين إلى أن
[1] الرامبوري : فلسفة الهند القديمة ص 64 - 65 . [2] 317 . The Peoples and Religions of India p : Weech
127
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 127