نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 120
بالحياء معناه عدم تصور الإثم وذلك زيادة في النقاء ، فعلى كل ناسك يريد أن يحيا حياة بريئة من الإثم أن يعيش عاريا ، ويتخذ من الهواء والسماء لباسا له . أما الانتحار فقد كان نتيجة للتخلي عن كل عمل ، وترك كل ما يغذي الجسم لعدم الاحساس بالجوع ، ولقطع الروابط بالحياة ، وللتدليل على أن الراهب أو الراهبة لم يبق له اهتمام بهذا الجسد الفاني ، فهو يجيعه ، وينتف شعره ، ويعرضه لظواهر الطبيعة القاسية حتى الموت . وقد انتشر الانتحار بالجوع بين رهبان الجينيين قديما [1] . ويعتبر الانتحار غاية أو جائزة لا تتاح إلا لخاصة الرهبان الذين اتبعوا النظام الجيني الذي سنشرحه عند الكلام عن فلسفة الجينية ، وإتاحة الفرصة للانتحار معناها قطع الأعمال التي هي مظنة إلحاق الضرر بأي كائن ذي روح ، ولا يكون ذلك إلا بعد قضاء اثنى عشر عاما أو ثلاثة عشر عاما داخل الناموس الصارم المرسوم للرهبان الجينيين . أليس تناقضا عجيبا أن يحرص الجينيون بالغ الحرص على الحياة لكل حشرة وكل دابة ، ثم يجعلون انتحار الرهبان جوعا قربى من القربات ؟ مهما قيل من الأسباب فإني أراه إيذاء للإنسان وقضاء على حياته ، مع أن الجينية لا تلحق الأذى بأحد ولا تقر القضاء على الحياة ، ويظل تساؤلنا هذا قائما مع تذكرنا أنهم يعملون ذلك رغبة في الخلود أو النجاة ، أو نتيجة للخمود والجمود .
[1] هذه المعلومات نظمت على هذا النسق بعد جهد ، وجمعت من المراجع الآتية : أ - خطب جينا . ب - أعداد كثيرة من " ثقافة الهند " . ج - تاريخ الإسلام في الهند للأستاذ عبد المنعم النمر . د - The peoples and Religions of India : Weech ه - Religions of the World : Berry في عدة صفحات .
120
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 120