responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 118


التمسك بالخير ، والتخلي عن ارتكاب الشر ، و " النجاة " طور من الوجود يختلف عن أطوار الحياة الدنيا الفانية . وهي الفوز بالسرور الخالد الذي لا يشوبه ألم ولا حزن ولا هم ، ولا تكون للأرواح الناجية مطامع خاصة ولا أهداف تستميلها ، والشخص الناجي ليس بذي جسم مادي ، وليس بطويل ولا قصير ، ولا لون له ، يحيط بكل شئ ، مطلق من جميع القيود ، يكون دائما في سرور وطمأنينة واستقرار ونعيم مقيم ، مكانه فوق الخلاء الكوني ، وليس للنجاة نهاية فهي أبدية سرمدية . ولا تحصل النجاة إلا بعد عبور المرحلة البشرية بما فيها من عوائق ومتاعب . ولا نجاة بالمعنى الحقيقي إلا للبشر كما قال مهاويرا في وصفه للحياة والنجاة [1] ، ولا توصف النجاة بوصف نعلمه ، ولا بحال نتعقله .
والسبيل إلى " النجاة " شاق عسير كما قلنا من قبل ، ولا يطمع فيها إلا الخاصة من الرهبان . وللوصول للنجاة يتحتم على الناسك ألا يوقع أذى بإنسان أو حيوان ، وعليه أن يدرك أن احترام الحياة أقدس ما عني به مهاويرا ، وعلى هذا يحرم عليه قتل الحيوان وبالتالي أكل اللحوم ، ولعل لهذا صلة بصوم المسيحيين عما فيه روح ، فأغلب الظن أن صوم المسيحيين على هذا الوجه انحدر لهم من الفكر الجيني ، ويبالغ الرهبان في الحيطة والحفاظ على ما فيه روح ، فيمسك بعضهم بمكنسة ينظف بها طريقه أو مجلسه خشية أن يطأ حشرة فيها روح فيؤذيها أو يقتلها ، ويضع بعضهم غشاء على وجهه يتنفس خلاله حتى لا يستنشق أي كائن حي وهو يلتقط أنفاسه .
ولا بد للنجاة كذلك من قهر جميع المشاعر والعواطف والحاجات ، ومؤدى هذا ألا يحس الراهب بحب أو كره ، ولا بسرور أو حزن ،



[1] أنظر المرجع السابق ص 20 - 21 .

118

نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست