نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 112
ودرجات العلم عند الجينيين خمسة سنتكلم عنها فيما بعد ، ويرى الجينية أن مهاويرا ولد مزودا بثلاث منها ، فلما واصل تأملاته وتقشفه حصل على الدرجة الرابعة . واستمر مهاويرا يصارع المادة ويزيد في تبتله ، فراح يجوب البلاد دون راحة ، وحرص كل الحرص على ألا يقتل حيا . وكان يراقب نفسه مراقبة دقيقة في صمت تام ، وبعد اثنى عشر عاما أصبح - كما يقول عنه أتباعه - سيره مستقيما كسير الحياة ، لا يبالي بالعراقيل كالعاصفة ، وكان قلبه نقيا كماء البركة في الشتاء ، لا يلوثه شئ كورق اللوتس ، مشاعره محمية كأعضاء السلحفاة ، وحيدا فريدا كقرن الخرتيت ، حرا كالطير ، جسورا كالفيل ، قويا كالثور مهيبا كالأسد ، ثابتا كالجبل ، عميقا كالبحر ، وديعا كالقمر ، بهيا كالشمس طاهرا كالإبريز . ووصل مهاويرا إلى حالة الذهول وعدم الاحساس بما حوله ، وأفنى كل اتجاه مادي فيه ، فحصل من درجات العلم على الدرجة الخامسة وهي درجة العلم المطلق ، ونيل البصيرة أو النجاة ، وبعد سنة أخرى من الصراع والتأملات فاز بدرجة " المرشد " أو Tirthankara تير ثانكارا ، وبهذا بدأ مهاويرا مرحلة جديدة هي الدعوة لعقيدته ، وقد اتجه أول الأمر إلى أسرته وعشيرته فاستجابوا له ، ثم استجاب له أهل مدينته ، وأخذت دعوته تنتشر بين الملوك والقواد الذين رأوا في هذه الدعوة ما يعبر عن خواطرهم في الثورة على البراهمة ، وسار في دعوته بنجاح حتى بلغ الثانية والسبعين ، فنزل مدينة بنابورى في ولاية بتنا فألقى على الناس خمسا وخمسين خطبة وأجاب عن ستة وثلاثين سؤالا غير مسؤولة ، ولما تمت خطبه حان أجله فقضى نحبه سنة 527 ق م في خلوة وحيدا ، فتحرر من قيود الحياة وتسلسل الولادة والشيخوخة والموت ، وترك تراثا ضخما من الوصايا والحكم والفلسفات جديرة بالتقدير .
112
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 112