نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 103
الهندوسية ، ومما يؤخذ على الهندوسية كذلك تأثيرها البالغ في هبوط المستوى الاقتصادي لمعتنقيها ، فبعض طبقاتها لا تعمل لأن العمل لا يليق بمكانتها السامية كطبقة البراهمة وطبقة الحكام والجنود ، وبعض طبقاتها لا تعمل لأن مهمتها أن تخدم السادة وأن تسهر على رفاهيتهم ، ويتبقى للعمل طبقة واحدة يتحتم عليها أن تعمل للطبقات الأربع ، على أن نظام الطبقات نفسه يعاب على الهندوسية لتعطيله تكافؤ الفرص وحرمانه كثيرا من الناس من حقوقهم في السبق والتفوق إن أهلتهم مواهبهم لذلك . ويؤخذ على الهندوسية كذلك السلبية العميقة ، والتسامح الذي يصل إلى درجة الرضا بالضيم ، وربما عد التسامح فضيلة ولكن المبالغة فيه تنقله إلى محيط الرذائل . ومن العادات المقيتة في الهندوسية التبكير في الزواج ، فقد كان الأطفال يعقد لهم بالزواج وهم يحبون ، وإذا مات الولد - وكثيرا ما كان يموت الصبيان - ترملت زوجته وأمضت حياتها أرملة حزينة عليه ، وكثيرا ما كانت الزوجة تلقى بنفسها في النار لتحرق نفسها بنفس النار التي أشعلت ليحرق بها جثمان زوجها الميت . وبمناسبة الحديث عن حرق أجسام الموتى الهندوس تقرر أن كثيرا من الناس يرون في حرق الجثمان مهانة وقسوة ، وقد تحدث الناس في البلاد العربية عن ذلك في الفترة التي سبقت إخراج هذا الكتاب بمناسبة حرق جثمان الزعيم الهندي " نهرو " ونذكر هؤلاء بما سبق أن أوردناه من أن الفكر الهندي لا يهتم بالجسد حتى في حال الحياة ، أي في حال حمله للروح التي هي موضع الاهتمام والتقديس ، فإهمال الجسد بعد خروج الروح منه أيسر وأسهل . والهندي يفضل الانفراد والأنانية ، والفلسفة في الهندوسية تدريب روحي ، وهي تتطلب من الشخص أن يهذب نفسه وما حوله أكثر
103
نام کتاب : مقارنة الأديان ، أديان الهند نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 103