في الحادث نفسه حكما آخر . فمن ذلك مثلا أن سفري " الخروج والتثنية " يقرران أن الإسرائيلي الذي يبيع نفسه بيعا اختياريا لأخيه الإسرائيلي في حالة عوزه وحاجته إلى المال لا يدوم رقة إلا ست سنين [1] ، على حين أن " سفر اللاويين " يقرر أن رقة لا ينتهي إلا بحلول اليوبيل الإسرائيلي ( وهو العيد الذي يجئ كل خمسين سنة ) أيا كانت المدة التي قضاها في الرق قبل ذلك [2] ، فيمكن بحسب هذا السفر أن يدوم رقة خمسين سنة إلا يوما أو أياما إذا استرق عقب العيد الخمسيني مباشرة . لذا يتضح أن كل سفر من التوراة يعكس التقاليد والنظم التي كانوا يسيرون عليها في العصر الذي ألف فيه ، وعلى مبلغ الخلاف بين توراتهم المزعومة والتوراة الصحيحة التي أنزلها الله على موسى ، فإن كتابا من عند الله لا تتضارب أحكامه بعضها مع بعض : ( أفلا يتدبرون القرآن ، ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) [3] . وإن شريعة من عند الله لا تقر التفرقة
[1] سفر الخروج 21 : 2 ، وسفر التثنية 15 : 2 . [2] سفر اللاويين 25 : 40 . [3] سورة النساء : 82 .