responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهدى إلى دين المصطفى نویسنده : الشيخ محمد جواد البلاغي    جلد : 1  صفحه : 346


فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم 11 فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ) وإنك لتجد من صراحة الآيات أن قتل المشركين لم يكن لأجل الانتقام منهم ولا للمؤاخذة لهم على إساءتهم السابقة ، بل إنما هو لأن المشركين رجس نجس ومعثرة في سبيل التوحيد وانتشار شريعة الحق والعدل ونظام المدنية ، وزيادة على ضلالهم قد توغلوا بالعداوة للتوحيد والموحدين وأنهضهم ضلالهم وجبروتهم لإيذاء المؤمنين وحربهم مبلغ جهدهم ، ولم تنفع فيهم الحجج الواضحة والمواعظ الناصحة ، ولأجل ذلك قال الله جل شأنه أمهلوهم مدة الأشهر الحرم تأكيدا للحجة ومهلة للنظر واستمالة إلى الهدى والتوبة ، ثم ضايقوهم بعد هذا بالقتل والحصار تطهيرا للأرض من رجسهم وحياطة للتوحيد وشريعة الحق من كيدهم ، أو ينيبوا إلى الإسلام فيتطهروا بقداستهم ويستنيروا بهداه ، وحينئذ فخلوا سبيلهم ، وليس لكم أن تؤاخذوهم بإساءتهم معكم أيام شركهم فإن الله غفور رحيم .
فلا بد لكم حينما يسلمون أن تعفوا وتصفحوا عما سبق منهم فإنهم حينئذ إخوانكم في الدين .
فالآيات الكريمة مؤكدة لحكم العفو والصفح ، وصريحة في أن قتلهم ومحاصرتهم قبل إسلامهم إنما هما لتنفيذ شريعة الحق ، الداعية إلى مكرمة العفو والصفح .
فأين الآية الشريفة من معارضة الأمر بالعفو ونسخه ، وقس على ذلك كلما جاء في القرآن الكريم من الأمر بالعفو والصفح عن المشركين ، فإذا أمعنت النظر في فلسفة هذه الحقيقة ، وأوصلك التدبر إلى معرفة ما فيها من الحكم الباهرة في تربية البشر دعوتهم إلى شريعة الحق والعدل وتأديبهم بها ، فإنك تعرف اشتباه " ابن العربي " في دعواه أن آية السيف المذكورة نسخت مائة وأربعة وعشرين آية .
وتعرف أيضا خطأ المتكلف والتعرب في اتباعهما له على ذلك " يه 4 ج ص 161 وذ ص 44 و 45 " .
وتعرف أيضا مبلغ تعصب المتعرب وضلاله ، وأني لأظن ظنا قويا أنهما لم

346

نام کتاب : الهدى إلى دين المصطفى نویسنده : الشيخ محمد جواد البلاغي    جلد : 1  صفحه : 346
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست