6 فلا يكونان اثنين بعد ذلك ، بل جسد واحد . فما جمعه الله فلا يفرقنه الإنسان " . 7 فقالوا له : " فلماذا أمر موسى أن تعطى كتاب طلاق وتسرح ؟ " 8 قال لهم : " من أجل قساوة قلوبكم رخص لكم موسى في طلاق نسائكم ، ولم يكن الأمر منذ البدء هكذا . 9 أما أنا فأقول لكم : من طلق امرأته ، إلا لفحشاء [3] ، وتزوج غيرها فقد زنى " . 10 فقال له التلاميذ : " إذا كانت حالة الرجل مع المرأة هكذا ، فلا خير في الزواج " . 11 فقال لهم : " هذا الكلام لا يفهمه الناس كلهم ، بل الذين أنعم عليهم بذلك . 12 فهناك خصيان ولدوا من بطون أمهاتهم على هذه الحال ، وهناك خصيان خصاهم الناس ، وهناك خصيان خصوا أنفسهم من أجل ملكوت السماوات . فمن استطاع أن يفهم فليفهم ! " [4] . [ يسوع والأطفال ] 13 وأتوه بأطفال ليضع يديه عليهم ويصلي ، فانتهرهم التلاميذ . 14 فقال يسوع : " دعوا الأطفال ، لا تمنعوهم أن يأتوا إلي ، فإن لأمثال هؤلاء ملكوت السماوات " . 15 ثم وضع يديه عليهم ومضى في طريقه . [ الشاب الغني ] 16 وإذا برجل يدنو فيقول له : " يا معلم ، ماذا أعمل من صالح لأنال الحياة الأبدية ؟ " [5] 17 فقال له : " لماذا تسألني عن الصالح ؟ إنما الصالح واحد [6] . فإذا أردت أن تدخل الحياة ، فاحفظ الوصايا " . 18 قال له : " أي وصايا ؟ " فقال يسوع : " لا تقتل ، لا تزن ، لا تسرق ، لا تشهد بالزور [7] . 19 أكرم أباك وأمك " و " أحبب قريبك حبك لنفسك " [8] . 20 قال له الشاب : " هذا كله قد حفظته ، فماذا ينقصني ؟ " 21 قال له يسوع : " إذا أردت أن تكون كاملا [9] ، فاذهب وبع أموالك وأعطها للفقراء ، فيكون لك كنز في السماء ، وتعال فاتبعني " . 22 فلما سمع الشاب هذا
[3] راجع 5 / 32 + . [4] يعيد يسوع إلى الزواج كرامته الأولى ( مشيئة الخالق ) فيضيف كلاما عميقا لا يفهم بلا عطية من الله ( 11 / 15 و 13 / 9 ) . وهذا الكلام يكشف عن وضع جديد يحدده مجئ ملكوت السماوات . وليس في ذلك انتقاد للزواج ، بل استباق أخيري لملكوت السماوات : فهناك أناس يستبقون هذا الملكوت فلا يتزوجون . [5] عن هذه العبارة ، راجع 18 / 8 + . هذه الفقرة محاطة ، في أولها وآخرها ، بذكر الحياة الأبدية ( الآيتان 16 و 29 ) . وهذا ما يسمى التصدير . [6] كان من واجب كل يهودي مؤمن أن يعلم بأن لا وجود للصلاح في حد ذاته ، فالله وحده يقضي في الصلاح ويكشفه للناس بشريعته . لكن لربما يبحث مخاطب يسوع عن مذاهب أسمى . [7] راجع خر 20 / 12 - 16 وتث 5 / 16 - 20 . [8] راجع اح 19 / 18 . ينفرد متى بهذا الاستشهاد الأخير في هذه الرواية . [9] " كاملا " . لفظ تنفرد به رواية متى ( راجع 5 / 48 ) . يقول بعض النقاد إن الكمال الوارد ذكره ينحصر في معاوني يسوع المقربين . لكن معظمهم يعتقد بأن هذا الكمال معروض على كل إنسان " يتبع " يسوع ف " يكمل " ( 5 / 17 ) الشريعة .