السماء آية أخرى : تنين كبير أشقر له سبعة رؤوس وعشرة قرون ، وعلى رؤوسه سبعة تيجان ، 4 وذنبه يجر ثلث كواكب السماء ، فألقاها إلى الأرض [2] . ووقف أمام المرأة التي توشك أن تلد ، حتى إذا وضعت ولدها ابتلعه . 5 فوضعت ابنا ذكرا ، وهو الذي سوف يرعى جميع الأمم بعصا من حديد [3] . وخطف ولدها إلى حضرة الله إلى عرشه [4] ، 6 وهربت المرأة إلى البرية ، حيث أعد الله لها مكانا لتقات هناك ألف يوم ومائتي يوم وستين [5] . 7 ونشبت حرب في السماء ، فإن ميخائيل [6] وملائكته حاربوا التنين ، وحارب التنين وملائكته ، 8 فلم يقو عليهم ، ولا بقي لهم مكان في السماء . 9 فألقي التنين الكبير ، الحية القديمة ، ذاك الذي يقال له إبليس والشيطان ، مضلل المعمور كله [7] ، ألقي إلى الأرض والقي معه ملائكته . 10 ثم سمعت صوتا جهيرا في السماء يقول : " الآن حصل خلاص إلهنا وقدرته وملكه وسلطان مسيحه ، فقد ألقي متهم إخوتنا [8] ، الذي يتهمهم نهارا وليلا عند إلهنا . 11 إنهم قد غلبوه بدم الحمل وبكلمة شهادتهم ، ولم يفضلوا حياتهم على الموت [9] . 12 فلذلك افرحي أيتها السماوات ، وافرحوا يا سكانها . الويل لكما أيها البر والبحر ! إن إبليس قد هبط عليكما ، يستشيط غيظا وقد علم أن له وقتا قليلا " . 13 ورأى التنين أنه قد ألقي إلى الأرض ، فطارد المرأة التي وضعت الولد الذكر ،
[2] يحمل التنين ( الشيطان ) صفات تدل على قدرته . وإن وجب علينا أن نفسر بمزيد من الوضوح سقوط الكواكب الوارد ذكره في دا 8 / 10 ، خطر ببالنا التخيلات اليهودية ( راجع رؤ 9 / 1 + ) في سقوط الملائكة ( تك 6 ) . [3] تلميح إلى مز 2 / 9 ( راجع رؤ 2 / 27 و 12 / 2 + ) . [4] إن العداوة المنبأ بها في تك 3 / 15 تصل الآن إلى ساعتها الحاسمة : فقيامة المسيح ( " الذي خطف إلى حضرة الله " ) تفتتح هزيمة الشيطان . [5] كما أن إسرائيل أنقذه الله قديما من عبودية المصريين وهجماتهم وغذاه في البرية بطريقة عجائبية ، كذلك تنجو المرأة / شعب الله من قبضة قوى الشر وتعيش في البرية على ما يرزقها ربها ( راجع الآية 14 أيضا ) . ذلك بأن " البرية " أصبحت منذ الخروج من مصر ، رمز حماية قدرة الله ( 1 مل 17 و 19 / 1 - 8 مثلا ) . غير أنها ترمز أيضا في بعض الأحيان إلى المحنة التي يمتحن الله بها خاصته . وعن الأيام 1260 ، راجع رؤ 11 / 2 + . [6] اسم " ميخائيل " يعني في العبرية : من الذي مثل الله ؟ عرفه دانيال ( 10 / 13 و 21 و 12 / 1 ) وبعده الدين اليهودي رئيس ملائكة ذا شأن خاص جدا . إنه يشفع لإسرائيل أو لجميع الأبرار . فهو أحد خصوم الشيطان ( راجع الآية 10 ) . [7] راجع رؤ 12 / 2 + . [8] الشيطان = " المتهم " ( راجع أي 1 / 9 - 11 و 2 / 4 - 5 وزك 3 / 1 - 2 ) . [9] الترجمة اللفظية : " لم يحبوا أنفسهم حتى الموت " . تعد شهادة المسيحيين اتحادا بالشهادة التي أداها المسيح بآلامه وموته على الصليب . فنحن قريبون جدا من المطابقة بين الشهادة والاستشهاد ( راجع رؤ 1 / 2 + ) .