يسوع المسيح ( الآية 7 ) . وكانوا يعيشون في كل مكان على نفقة المسيحيين الذين كانوا يعاونونهم في سبيل الحق ( الآية 8 ) ، ولكن ديوتريفس أبى أن يتقبلهم ، لا بل طرد من الكنيسة كل من يعاونهم ( الآية 10 ) . فالغاية من هذه الرسالة هي حث غايس على مواصلة عمله في تأييده للمرسلين . ظاهر هذه الرسالة إذا هو أنها رعائية ، ليس فيها أي تلميح كان إلى تعاليم البدع المذكورة في الرسالتين الأولى والثانية . غير أن مقاومة ديوتريفس العنيفة للعمل للبشارة الذي يوجهه الشيخ ورفضه للاستماع إليه ، وهو ميزة روح الضلال ( 1 يو 4 / 6 ) ، وتأكيد الشيخ أن ديوتريفس لم ير الله ( 3 يو 11 ) ، وهو تلميح إلى ادعاء أهل البدع أنهم يرون الله ( 1 يو 3 / 6 وراجع 2 / 4 ) ، وآخر الأمر سروره بأن غايس يسير في الحق ( 3 يو 3 و 4 ) ، وهو سلوك يضاد سلوك المضلين ( 2 يو 4 - 7 ) ، ذلك كله يحملنا على الافتراض أن ديوتريفس متورط بعض التورط في الضلال . ليس من دليل واضح يتيح لنا القول ، على نحو أكيد ، في أي ترتيب كتبت الرسائل . يرى بعض الكتبة أن الرسالة الأولى هي آخر الرسائل من جهة تاريخ كتابتها . لا يخلو هذا الرأي مما يرجحه : فإن فريقا من المسحاء الدجالين قد انفصل عن الجماعة ( 1 يو 2 / 19 ) . ويبدو أن ذلك الأمر يدل على أن البدعة قد ازدادت انتشارا ورسوخا ، وتوحي طريقة الكاتب في كلامه عليها بأن الخطر يعم . وجه الكاتب الكلام إلى جماعة محلية في الرسالة الثانية والثالثة ، وها هو ذا الآن يعود إلى الموضوعات نفسها في رسالة جماعية ، موجهة هذه المرة إلى مختلف كنائس آسية الخاضعة لسلطته . [ التفكير اللاهوتي في الرسالة الأولى ] ليس مرادنا هنا القيام بتحليل كامل لما في الرسالة من التفكير اللاهوتي ، بل إظهار تعليمه الرئيسي . عبر الكاتب عن بغيته تعبيرا واضحا في الآية التي وردت في خاتمة الرسالة : " كتبت إليكم بهذا لتعلموا أن الحياة الأبدية لكم ، أنتم الذين يؤمنون باسم ابن الله " ( 5 / 13 ) . فقد أراد يوحنا ، في البلبلة التي سببتها البدع ، أن يجعل المؤمنين على يقين من أن الحياة الأبدية لهم وليست للأنبياء الكذابين . يدوي هذا اليقين كصيحة انتصار الإيمان على العالم : " نعلم أن جميع الذين ولدوا لله لا يخطأون . . نحن نعلم أننا من الله وأن العالم كله تحت وطأة الشرير . ونعلم أن ابن الله . . أولانا بصيرة نعرف بها الحق . نحن في الحق إذ نحن في ابنه يسوع المسيح " ( 5 / 18 - 20 ) . يجب على المسيحيين ، ليردوا على ادعاءات الغنوصية الكاذبة ، أن يجهدوا لينموا ويرسخوا فيهم ذلك " العرفان " الحقيقي ، وهو يقين الإيمان كما قال بعض الكتبة : " إن المسيحي الكامل لم يبق في الظلام ، بل هو في النور : إنه يعلم " . الموضوع العظيم في الرسالة هو مشاركة المؤمنين لله : إنها " مشاركة الآب وابنه يسوع المسيح " ( 1 / 3 ) ، ولكنها تظهر عند المسيحيين مشاركة بين الإخوة ( 1 / 3 و 6 ) . لم ترد هذه الكلمة ، كلمة مشاركة ، في مكان آخر عند القديس يوحنا ، ولكن الحقيقة التي تعبر عنها توصف في الرسالة كلها بعبارات مختلفة تكاد أن تكون سواء ، وتظهر كل ما في تلك الحياة من غنى . فالمؤمن هو " من الله " ( 2 / 5 وراجع 5 / 20 ) و " الله يقيم فيه " أو " في الابن والآب " ( 2 / 6 و 24 و 27 و 3 / 6 ) ( و " يقيم