أكون له حجر عثرة " [4] . 7 فلما انصرفوا ، أخذ يسوع يقول للجموع في شأن يوحنا : " ماذا خرجتم إلى البرية تنظرون ؟ أقصبة تهزها الريح ؟ 8 بل ماذا خرجتم ترون ؟ أرجلا يلبس الثياب الناعمة ؟ ها إن الذين يلبسون الثياب الناعمة هم في قصور الملوك . 9 بل ماذا خرجتم ترون ؟ أنبيا ؟ أقول لكم : نعم ، بل أفضل من نبي . 10 فهذا الذي كتب في شأنه : " هاءنذا أرسل رسولي قدامك ليعد الطريق أمامك " . 11 الحق أقول لكم : لم يظهر في أولاد النساء أكبر من يوحنا المعمدان ، ولكن الأصغر في ملكوت السماوات أكبر منه . 12 فمنذ أيام يوحنا المعمدان إلى اليوم ملكوت السماوات يؤخذ بالجهاد ، والمجاهدون يختطفونه [5] . 13 فجميع الأنبياء قد تنبأوا ، وكذلك الشريعة ، حتى يوحنا [6] . 14 فإن شئتم أن تفهموا ، فهو إيليا المنتظر رجوعه [7] . 15 من كان له أذنان فليسمع ! [ غباوة هذا الجيل ] 16 فبمن أشبه هذا الجيل ؟ يشبه أولادا قاعدين في الساحات يصيحون بأصحابهم : 17 " زمرنا لكم فلم ترقصوا ندبنا لكم فلم تضربوا صدوركم " . 18 جاء يوحنا لا يأكل ولا يشرب فقالوا : لقد جن [8] . 19 جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب فقالوا : هو ذا رجل أكول شريب للخمر صديق للعشارين والخاطئين . إلا أن الحكمة زكتها أعمالها " [9] .
[4] في شخص يسوع يفتتح الملكوت ، فيبقى يوحنا عند العتبة ، بينه وبين يسوع وتلاميذه انفصال يقوم على جذرية الإنجيل . [5] هناك تفسيران رئيسيان لهذه العبارة : 1 ) وفقا لما ورد في لو 13 / 24 حيث يدعى التلميذ إلى " الاجتهاد للدخول من الباب الضيق " ، ولما ورد في لو 16 / 16 حيث " كل امرئ ملزم بدخول الملكوت " ، يدور الكلام هنا على عنف الأبرار أو على ملكوت السماوات الذي يشق طريقه بعنف . لكن هذا التفسير المنسجم مع إنجيل لوقا لا يستند إلا إلى القسم الأول من الآية ، لأن لفظ " المجاهدون " يدل دائما في الإنجيل على الأعداء والمهاجمين . 2 ) وهناك تفسير ثان يرى أن يسوع يستهدف الخصوم الذين يمنعون الناس من دخول الملكوت . فإن مجئ ملكوت الله يثير العنف . وهناك من يعتقد بإمكانية تحديد أولئك الخصوم : هم الغيورون الذين يريدون أن يقيموا هذا الملكوت بالسلاح ، أو قوى الشر التي تحاول أن تسيطر على مملكة العالم وبذلك تنتزعها من الأبرار . [6] جاء " يوحنا " السابق ليتم زمن العهد القديم : كان خلفا لآخر الأنبياء ملاخي ، وحقق النبوءة الأخيرة : " هاءنذا أرسل إليكم إيليا النبي . . " ( ملا 3 / 23 وراجع متى 11 / 14 ) . [7] راجع ملا 3 / 23 - 24 + . يشار إلى النبوءة نفسها في متى 17 / 11 - 13 . راجع 17 / 3 + . [8] الترجمة اللفظية : " به شيطان " . في العبارة استعارة كما في يو 7 / 20 ، ولا تعني المس من الشيطان . [9] المقصود هو ، إما ، للتهكم ، " حكمة " الجيل الذي أدت أعماله إلى نبذ يوحنا المعمدان ، ثم نبذ يسوع ، وإما يسوع نفسه ، " حكمة " الله ( راجع 12 / 42 ، و 1 قور 1 / 24 ) ، وإما تدبير الله الخلاصي الذي ظهر بره عن طريق أعمال يوحنا المعمدان ويسوع ، بالرغم من مقاومة " هذا الجيل " ( الآية 16 ) .