الإشادة بالمسيح ، العبد المتألم الذي أقامه الله رب العالمين ( 2 / 6 - 11 ) . فليشهد الجماعة شهادة قوية وفية للمسيح الظافر . ثم ذكر بولس مشروعاته الخاصة بطيموتاوس وابفرديطس . في الفصل الثالث ، حذر قراءه بغتة من المشاغبين المتهودين . لا شك أن المقصود هو الضلال الذي قاومه في الرسالة إلى أهل غلاطية . هل وصلت تلك الدعاية إلى أهل فيلبي أيضا ؟ ليس الأمر أكيدا ، لأن بولس لم يذكر شيئا من ذلك في أول الرسالة . فالراجح إنه أراد أن يحذرهم ، لأنه تحقق مساوئ هذه النزعة في كنائس أخرى . أترى المقصود هو العودة على وجه تام إلى العمل بالعادات اليهودية ؟ يبدو أن هناك أيضا نزعة إلى الإباحية . ذكر بولس قراءه بتلاقيه وذاك الذي قام من بين الأموات ، فحمله هو الفريسي الخالي من اللوم على نبذ كل استعلاء ، لكي يدع المسيح يستولي عليه ، فيخوض معركة الإيمان وهو يقتفي آثاره ويتلقى إلهامه . ودعا أصدقاءه إلى الاقتداء به . إنهم مواطنو العالم الجديد الذي يعده الله والذي سيتمه في المجد . فرغ بولس من تلك الأقوال ، فعاد إلى الحث على الاتفاق والسلام والفرح ، وشكر بعبارات لطيفة لأصدقائه إسعافهم له . وأوصاهم ألا يكونوا في قلق على مصيره . وهكذا انتهت هذه الرسالة ، وفيها وفي البطاقة إلى فيلمون لهجة الرسالة وسياقها أكثر مما في سائر رسائل بولس . فإن ما يسره إلى قرائه والنصائح الودية تمتزج ، من أول الرسالة إلى آخرها ، بالعودة إلى ذكر أهم الموضوعات التي تخالج فكر الرسول .