ويوضح طابعها البشري جميع ما روى لنا الرسول رواية مفصلة عن حياته في خدمة المسيح ( 11 / 22 - 31 ) ، وهي تطلعنا على ما عانى هو بنفسه من أخطار وجهد ومشقات توالت عليه تواليا مروعا . عانى ذلك كله معاناة إنسان قال له الرب : " حسبك نعمتي ، ففي الضعف يبدو كمال قدرتي " ( 2 / 9 ) . إنه سفير المسيح ( 5 / 20 ) ، وإليه عهد في خدمة المصالحة ( 5 / 18 ) ، لأنه جعل أهلا لأن يكون خادم العهد الجديد ( 3 / 6 ) . [ العهد القديم ] لما أكد القديس بولس أن أهل قورنتس صاروا رسالة عهد بها المسيح إلى خدمته الرسولية ، رأى أن العهد الجديد الذي أنبأ به النبي إرميا ( 31 / 31 - 33 ) قد تم . ليس هذا العهد إضافة أو تحسينا للعهد القديم ، لأنه ، إذا كان الناقش والنقش هما نفسهما ، فقد حصل مع ذلك انتقال من لوح الحجر إلى لوح اللحم والدم ، ومن الكتاب إلى القلب . ولا يقتصر بعد ذلك على إسرائيل ، بل إنه باب ينفتح لجميع الذين يتناولهم الروح القدس بعمله . أراد بولس أن يبين كيف أن هذا العهد هو جديد حقا ، فأتى بتشبيه مروع ، إذ شبه بالعهد الجديد العهد الذي أبرم في الماضي مع موسى . هذه أول مرة يقال فيها لعهد موسى العهد القديم ، ويشار إلى الكتب المقدسة اليهودية بعبارة العهد القديم ( 3 / 14 ) . إن الله يعمل بعد اليوم في القلوب ، ولقد بدأ زمن الروح القدس ، ولا يمكن بعد اليوم أن يكون العهد الجديد مجمدا في الحرف ، كما كان شأن العهد القديم ، فإن الروح يحيي ( 3 / 6 ) . [ كنيسة واحدة ] في وقت قريب من السنة 55 ، أي بعد موت يسوع المسيح وقيامته بجيل واحد ، كان هناك خطر كبير بأن تبرز كل جماعة محلية ميزاتها الخاصة على حساب الوحدة بين جميع الكنائس . رأى الرسول بولس أن الأزمنة المشيحية قد ابتدأت ( أشعيا 60 - 62 ) ، ولذلك اقترح جمع صدقات وصفه بعضهم بأنه " مسكوني " ، لأن المراد به إظهار قيمة الصلة القائمة بين جميع الكنائس التي نشأت من الإرسالية وقديسي أورشليم الذين يعانون من المجاعة . تحمس أهل قورنتس لجمع الصدقات ، فكانوا أول الداعين إلى تنظيم يشمل الكنائس الأخرى . ولكن لأن يقترح المرء السخاء أسهل من أن يعمل به هو بنفسه ، فقد أبطأ أهل قورنتس في العمل ( 9 / 4 ) . فالتعاون في نظر بولس علامة للاتحاد الوثيق ، فإن كنيسة الله واحدة : إنها في قورنتس كما إنها أيضا في أماكن أخرى . فلا بد أن يظهر جمع الصدقات ذلك الاتحاد الواجب ، على ما هناك من فروق ، ويوضح وحدة الشعب الجديد يؤلفه اليهود واليونانيون على حد سواء . [ صلة الرسالة بعصرنا ] يحب أهل عصرنا الأخبار المفصلة وما يروى من سيرة الناس . إن 2 قور تلبي هذه الرغبة