قورنتس ( 6 / 1 - 7 ) . ويذكر في 7 / 4 - 17 كيف لحق به طيطس إلى مقدونية ، بعد ما انفرجت الأزمة . 2 ) توصيتاه لجمع الصدقات من أجل كنيسة أورشليم : الفصلان 8 و 9 . 3 ) إن الفصول 10 - 13 كلام طويل حاد اللهجة ، بعضه لاذع ، ولكنه يفيض بما يقضي به الحق والإيمان ، وقد دافع فيه بولس عن أصالة خدمته الرسولية . يكفي المرء أن يقرأ 11 / 22 - 31 و 12 / 1 - 10 ليقتنع بقوة الإنجيل التي تظهر في حياة الرسول . [ رسول يسوع المسيح ] إن الفائدة العظيمة التي تكمن في 2 قور هي أنها تمزج مزجا شديدا الأحداث البشرية بحضور الرب الفعال . ليس فيها عرض للتعليم من جهة وتأمل موضوعه الحياة من جهة أخرى ، بل حركة واحدة قوية جدا وقوة دافعة تجمعان جمعا وثيقا بين شخص المسيح وعمله في الحاضر ، وحياة المسيحيين في كنيسة قورنتس ، ولا سيما حياة الرسول . يجمع مرات كثيرة بين عمل الروح القدس وعمل المسيح ( 1 / 21 و 3 / 18 ) ، ويضاف إليهما أحيانا عمل الله ، كما ورد في 1 / 21 - 22 . وهكذا يكون بين المسيح والروح القدس والله علاقة وثيقة ، كما ورد في 3 / 3 و 13 / 13 . ترسم هذه العبارات ما قيل له الثالوث في القرون اللاحقة ، ولكنها ترسمه وهي تلح في اختلاف عمل الثلاثة ووحدته . فالمسيح والله والروح القدس يتدخلون في حياة المؤمنين والجماعة ليسيروا بعمل الخلاص إلى أن يتحقق . وهناك أمر يسترعي الانتباه وهو أن الرسول يلح ، وهو يتكلم على المسيح . فكثرة العبارة " في المسيح " تظهر علاقة الاتحاد في الحاضر ، في حين أن العبارة " مع المسيح " تؤكد أن في المستقبل اتحادا أوثق يعقب مرور الإنسان بالموت والقيامة . ووجد الرسول تعبيرا فائق الحسن للاعتراف الايماني بالمسيح ، فقال في 4 / 4 : " المسيح صورة الله " . فإن بولس ، بعبارة فريدة في نوعها هي " صورة الله " ، عبر عن الطابع الخاص بشخص المسيح . المسيح إنسان حقيقي مثل آدم ، وهو صورة الله . المسيح هو الذي في الأرض يكشف عن الله : إنه صورة الله ، إنه الذي فيه يستطيع كل إنسان أن يلقى الله . هكذا يجعل دائما أبدا صلة بين موت المسيح وحياته ونتائجها الحاضرة في الرسول والجماعة والمسيحي . إن 2 قور هي رسالة الخدمة الرسولية على وجه رفيع . يسير الرسول في موكب المسيح المنتصر وينشر في كل مكان اريج معرفته ، وهو رائحة حياة ( 2 قور 14 - 17 ) . وهكذا يشترك في مصير المسيح فيحمل في جسده آلام موت يسوع لتظهر فيه حياة المسيح أيضا . وما يبلغه الرسول هو رسالة حية : إنها جماعة قورنتس . قال بولس لأهل قورنتس : " أنتم رسالتنا " ( 2 قور 3 / 2 ) . اهتدى بولس إلى العبارة الموافقة ليصف عظمة خدمته وسرعة عطبها فقال إنها " كنز نحمله في آنية خزف " ( 4 / 7 ) . وأتى بوصف مفصل محكم حاذق ، في 6 / 4 - 10 ، أظهر فيه ما لخدمته الرسولية من قدرة وحدود .