responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكتاب المقدس نویسنده : مجمع الكنائس الشرقية    جلد : 1  صفحه : 509


يسعى في جميع الأحوال إلى ما هو أنسب للحياة الجديدة التي يعمل فيها الروح القدس .
وهذا المبدأ بعينه ( 10 / 23 ) يوضح المسألة هذه : مسألة لحم ما ذبح للأوثان ( الفصول 8 - 10 ) ، فإننا هنا أيضا قبالة مسألة يجب على الإيمان المسيحي أن يختار فيها بين أمرين هما : الموافقة على مظهر من مظاهر الثقافة اليونانية أو نبذه ، ومبادئ الحل هي هي هنا : كل ما يخالف الإيمان ينبذ ، وذلك شأن الاشتراك في المآدب الدينية عند الوثنيين ( 10 / 14 - 22 ) . وأما أن يأكل المرء في بيته أو عند الآخرين لحم ما ذبح للأوثان ، فهو أمر لا يؤبه له من جهة الدين المسيحي ( 8 / 7 - 8 ) .
ولكن هناك أمرا يجب على تلميذ المسيح أن يراعيه ، وهو أن المحبة الأخوية تنهاه عن أن يكون سبب عثار للضعفاء ( 18 / 9 - 13 ) .
وأعمال البلبلة في الاجتماعات للعبادة ( الفصول 11 - 14 ) سبب آخر لإفساد الحياة المسيحية ، بتصرفات مستوحاة من التفكير الديني عند الوثنيين . فسواء أكان الموضوع الخروج على النظام في حفلة تقديس الخبز والخمر ، ويبدو أنه قد تسلل إليها ما يسود مآدب العبادة عند الوثنيين من أمور مريبة ، أم كان الموضوع جو الاجتماعات الطقسية ، حيث تظهر أيضا بعض عناصر الحماسة التي تبلغ حد الهذيان في بعض الاجتماعات الدينية التي كان المسيحيون يترددون إليها قبل اهتدائهم ، فإن هدف بولس يظل واحدا ، وهو الحفاظ على الطابع الخاص بالعبادة المسيحية . وليس له أن يصير على مثال العادات الدينية السائدة عند من يجاورهم المسيحيون ، بل يجب عليه أن يعكس معنى السر المحتفل به : أي وحدة الجماعة في المسيح . ولذلك فالمقاييس التي يؤخذ بها هي المنفعة المشتركة ( 12 / 12 - 30 ) وبنيان الجماعة ( 14 / 1 - 19 ) وفوق كل شئ المحبة ( 13 / 1 - 13 ) .
ويعرض لنا بولس في الفصل الخامس عشر على وجه أكثر وضوحا اصطدام الرسالة المسيحية بالتفكير السائد : كانت قيامة الأموات تنسجم واليهودية ، وقد اعتادت أن تنظر إلى الإنسان في وحدته ، في حين أنه لم يكن يتسع لقيامة الأموات أن تتأصل في ثقافة تؤثر فيها فلسفات ثنائية . كان بولس معرضا لأن يستسلم لما يسع قراءه أن يؤمنوا به ، كما فعل في مثل تلك الأحوال كاتب سفر الحكمة وفيلون ، فقد تناولا بأقل قدر ممكن من الكلام هذا الموضوع الذي كان يعسر على الوثنيين تقبله ، وأفاضوا خصوصا في الكلام على الحياة الخالدة للنفوس .
سلك بولس طريقا مخالفا فأكد تأكيدا شديدا قيامة الأموات ، وهي الأمر الذي ينكرونه . ولم يحاول يثبت بحجج فلسفية أنها ممكنة ، بل أوضح أنه ، إذا كان الأموات لا يقومون ، فالمسيح لم يقم أيضا ( 15 / 13 - 16 ) ، فيكون إيمان أهل قورنتس باطلا ( 15 / 14 ) .
وهكذا نرى من خلال هذا الموضوع ، الذي له صلة بمسألة تثار اليوم بعبارات قريبة من عبارات أهل ذلك العصر ، أنه قد تكون هذه الرسالة أكثر رسائل بولس صلة بمشاكل عصرنا .
أجل ، إن الحلول المقترحة فيها مرتبطة أحيانا ببيئة ثقافية تختلف عن بيئتنا ( 11 / 2 - 1 ) ، ولكن الحالة التي يواجهها الرسول هي حالتنا ، والمبادئ التي توجه أجوبته لم تفقد شيئا من قيمتها .

509

نام کتاب : الكتاب المقدس نویسنده : مجمع الكنائس الشرقية    جلد : 1  صفحه : 509
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست