[ الراعي الصالح ] [ 10 ] 1 " الحق الحق أقول لكم : من لا يدخل حظيرة الخراف من الباب [1] بل يتسلق إليها من مكان آخر فهو لص سارق [2] . 2 ومن يدخل من الباب فهو راعي الخراف . له يفتح البواب والخراف إلى صوته تصغي . يدعو خرافه كل واحد منها باسمه [3] ويخرجها 4 فإذا أخرج خرافه جميعا سار قدامها وهي تتبعه لأنها تعرف صوته . 5 أما الغريب فلن تتبعه بل تهرب منه لأنها لا تعرف صوت الغرباء " . 6 ضرب يسوع لهم هذا المثل ، فلم يفهموا معنى ما كلمهم به . 7 فقال يسوع : " الحق الحق أقول لكم : أنا باب الخراف . 8 جميع الذين جاؤوا قبلي لصوص سارقون [4] ولكن الخراف لم تصغ إليهم . 9 أنا الباب [5] فمن دخل مني يخلص [6] يدخل ويخرج [7] ويجد مرعى . 10 السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك . أما أنا فقد أتيت لتكون الحياة للناس وتفيض فيهم [8] . 11 أنا الراعي الصالح [9]
[1] كانت الخراف تزرب ليلا في حظيرة محاطة بجدار صغير وتجعل في حماية حارس . [2] يميز هذا المثل إذا بين طريقتين في التصرف : الراعي الذي يدخل بطريقة طبيعية لأنه وكل إليه بالأمر ، والذين يتصرفون بطريقة تعسفية يريدون السيطرة لمنفعتهم وحدهم . [3] ففي داخل إسرائيل فئتان من الناس : الذين هم في الواقع ملك الراعي ويلبون نداءه ونداءه وحده ، والذين لا يلبونه لأنهم لم يكونوا له قط . [4] لا يدور الكلام على أنبياء العهد القديم ، بل على الذين كانوا يدعون ، في العالم اليهودي وفي العالم الوثني ، تزويد الناس بمعرفة الأمور الدينية وبالخلاص بوسائلهم الشخصية . [5] كان موضوع " الباب " النافذ إلى الحقائق السماوية شائعا في التقليد اليهودي ( تك 28 / 17 ومز 78 / 23 ) والأناجيل الإزائية ( متى 7 / 13 - 14 ولو 13 / 24 ومتى 25 / 10 ولو 11 / 52 ) . أما في إنجيل يوحنا ، فإن يسوع نفسه ، بتجسده ، وهو مكان اكتشاف المواهب السماوية وقبولها . [6] المسيح يخلص من الموت ومن كل ما من شأنه أن يدمر الإنسان ( 3 / 17 ) . [7] إذا نال التلميذ الخلاص ، وجد الحرية والأمان ( راجع 8 / 32 و 36 ) . [8] المخلصون الكاذبون يسعون في جوهر سعيهم إلى التبديد والتدمير ، في حين أن رسالة يسوع تهدف إلى تلبية رغبات تلاميذه بإشراكهم في حياة الآب . [9] في العهد القديم ، طبقت صورة " الراعي " الذي يقود القطيع ويحميه ، تارة على الله ( مز 23 / 1 وخر 40 / 11 وار 31 / 9 ) ، وتارة على الملك المشيحي ( مز 78 / 70 - 72 وحز 37 / 24 ) ، وتارة على المسؤولين في إسرائيل ( ار 2 / 8 و 10 / 21 و 23 / 1 - 8 وحز 34 ) . وهي ترد غالبا في الأناجيل الإزائية ( مر 6 / 34 و 14 / 27 ومتى 9 / 36 و 18 / 12 - 14 و 25 / 32 و 26 / 31 ولو 15 / 3 - 7 ) . ويسوع يقوم بعمل الراعي على أتم وجه ، بقدر ما هو ابن الإنسان المشارك في وضع البشرية ليبلغ بها إلى الحياة الأبدية .