responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكتاب المقدس نویسنده : مجمع الكنائس الشرقية    جلد : 1  صفحه : 25


[ مدخل إلى الأناجيل الإزائية ] [ الإنجيل والأناجيل ] إن الإنجيل هو قبل كل شئ ، وفقا لمعنى الكلمة في اليونانية ، " بشرى " الخلاص ( مرقس 1 / 1 ) وإعلان هذه البشرى . فهكذا فهمه بولس حين تكلم على إنجيله ، وهو عبارة عن التبشير بالخلاص في شخص يسوع المسيح . لم يكن الإنجيل في الأصل كتابا أو مؤلفا أدبيا أو تاريخيا . وإذا أطلق عنوان الإنجيل على الكتب الأربعة المنسوبة إلى متى ومرقس ولوقا ويوحنا ، فالأمر يعود إلى أن كلا من هؤلاء المؤلفين يعلن تلك البشرى في روايته لأقوال يسوع وأعماله ولموته وقيامته .
إن القارئ في عصرنا ، وهو حريص على الدقة ولا ينفك يبحث عن الأحداث التي تم إثباتها والتحقق منها ، يقع في حيرة أمام تلك المؤلفات التي تبدو له مفككة يخلو تصميمها من التنسيق ويستحيل التغلب على تناقضاتها ولا يمكنها أن ترد على الأسئلة التي تطرح عليها . إن رد الفعل هذا يكون مفيدا للقارئ ، إن أدى إلى عرض المسائل الصحيحة ، وأولها مسألة فن الأناجيل الأدبي .
فالذين حرروها ليسوا بكتاب انكبوا في مكاتبهم على وثائق مبوبة تبويبا محكما فأقدموا على وضع تاريخ ليسوع الناصري ، من ميلاده إلى موته . فطريقة تأليف الأناجيل التي يجب النظر إليها تختلف كل الاختلاف عن هذه الطريقة . فقد تكلم يسوع وأعلن بشرى الملكوت وجمع التلاميذ وشفى المرضى وقام بأعمال ذات مغزى . وبعد موته ، وفي جو من الإيمان الفصحي ، بشر التلاميذ ثم الوعاظ بقيامته ورددوا أقواله ورووا أعماله بحسب حاجات حياة الكنيسة . فتكونت تقاليد شفهية مدة تقرب من أربعين سنة وحفظت ونقلت جميع المواد التي نجدها في الأناجيل ، بفضل الوعظ والليترجية والتعليم الديني . وإنه من المعقول أن بعض هذه المواد كانت قد اتخذت ، في هذه المدة ، صيغة مكتوبة ، أمثال العبارات الطقسية كشهادات الإيمان ، أو مجموعات من أقوال يسوع ، أو رواية آلام يسوع التي كونت من غير شك في وقت مبكر حلقة محكمة البنية من الروايات .
فالإنجيليون قد انصرفوا إلى العمل مبتدئين بتلك الأمور التقليدية التي كانت قد اتخذت صيغا مختلفة في الحياة المتقلبة التي عاشتها الجماعات الأولى ، بقدر ما كانت البشرى ، قبل أن تصبح نصا ثابتا ، كلاما حيا يغذي إيمان المسيحيين ويعلم المؤمنين ويتكيف مع مختلف البيئات ويلبي حاجات الكنائس وينعش حقولها ويعبر عن التفكير في الكتاب المقدس ويصوب الأخطاء ويرد عند الحاجة على حجج الخصوم .

25

نام کتاب : الكتاب المقدس نویسنده : مجمع الكنائس الشرقية    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست