responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكتاب المقدس نویسنده : مجمع الكنائس الشرقية    جلد : 1  صفحه : 123


ولما لم ينم الإيمان بيسوع إلا بعد الفصح ، فكان من الممكن أن تبدو حياته في الأرض لعيني مرقس زمن ظهور حقيقي ، ولكن تعترض سبيله ضرورة كتمان السر ويحده عدم فهم التلاميذ . وعدم الفهم هذا يبرز على وجه غير منتظر سر يسوع ، ذلك السر الذي لا يمكن تفسيره بمعزل عن الإيمان الفصحي . وعدم الفهم هذا له قيمة مثالية لإيمان المسيحيين المعرض دائما كإيمان التلاميذ للتقصير في مسايرة الوحي الإلهي . فالصليب لا يزال حجر عثرة ، ويقتضي الإنجيل ، لكي يكون معلنا ومقبولا في حقيقته ، لا الأمانة لكلام شهادة الإيمان فقط ، بل على الخصوص أصالة الحياة في اتباع يسوع أيضا . ولا يدرك معنى سره بمعزل عن اعتناق حالة التلميذ بما يرافقها من بطء وعسر .
[ أسلوب مرقس ] أثني على مرقس لمهارته في الرواية . فإذا كانت مفردات لغته قليلة وغير متنوعة ( إلا للتعبير عن الأشياء الحسية وعن ردود الفعل التي يثيرها يسوع ) فإن جمله غير مترابطة وأفعاله المصرفة من غير الاهتمام بتوافق الأزمنة ، بل اضطراب أسلوبه نفسه ، تساهم في حيوية رواية قريبة من الانشاء الشفهي . ولكن ، من خلال التفاصيل التي تصور الأحداث تصويرا حيا ، كثيرا ما تبدو اللحمة في طابع مخطط يكشف عن وجود مواد تقليدية أو مسبوكة لاستعمال الجماعات . وعندما يمثل الراوي مشهدا حيا ، لا يأتينا بمحضر ساذج لمراقب مباشر . ثم إن عدم وجود أي ترتيب زمني مترابط وعدم الاكتراث بشعور الأشخاص وصورة الجمع المفرغة في قالب واحد تحول كلها دون مطالعة هذا الإنجيل كأنه مجرد سيرة ليسوع . ولكن مرقس ، من غير تكلف ، بارع في إيحاء صورة حية لانسان ، تناقض الصور المبتذلة ، بما في تلك الصورة الحية من ردود فعل يسوع غير المنتظرة وشفقته أو سرعة انفعاله واستغرابه أو لهجته القاطعة . وكل نفسه تظهر في نظرة واحدة ، ولكن تلك النظرة قد تكون مليئة بالغضب أو الرأفة ( 3 / 5 و 34 ) والاستفهام أو الانتباه المركز ( 5 / 32 و 11 / 11 ) والعطف ( 10 / 21 ) والرزانة الكاسفة أو المشرقة ( 10 / 23 و 27 ) . وأمام هذا الإنسان فجميع المواقف أيضا ممكنة ، من الدهش إلى الإعجاب ومن الحذر إلى العزم على القتل ومن التعلق غير الواعي عند التلاميذ إلى الفهم والهجر .
[ أصل الكتاب ] منذ نحو السنة 150 أثبت بابياس ، مطران هيراپوليس ، نسبة الإنجيل الثاني لمرقس ، " لسان حال " بطرس في رومة . وكانوا يقولون إن الكتاب ألف في رومة بعد وفاة بطرس ( مقدمة الرد على مرقيون في القرن الثاني ، إيريناوس ) أو قبل وفاة بطرس ( اقليمنضس الإسكندري ) . أما مرقس فكانوا يعتقدون أنه يوحنا مرقس المولود في أورشليم ( رسل 12 / 12 ) ورفيق بولس وبرنابا ( رسل 12 / 25 و 13 / 5 و 13 و 15 / 37 - 39 وقول 4 / 10 ) ثم رفيق بطرس في " بابل " أي رومة على الأرجح ، وفقا لما ورد في 1 بط 5 / 13 .
ويكاد أن يكون إجماع على أن الكتاب ألف في رومة بعد اضطهاد نيرون السنة 64 وقد تدل على

123

نام کتاب : الكتاب المقدس نویسنده : مجمع الكنائس الشرقية    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست