ثم صار الكلام مجلسيا وجعلوا يتذاكرون أحوال العصاة الذين لا يصومون وكيف ينخدعون لغواية الشيطان فقال رجل يحكي : إن رجلا مسافرا دخل في شهر رمضان بلدة من أطراف بلاد المسلمين قد موه الغواة على أهلها ، فعطلوا فيها بالتدليس رسوم الشريعة الإسلامية ، فرأى أهلها كلهم غير صائمين بل يأكلون علنا من غير مبالاة . فقال لهم هل : أنتم مسلمون . قالوا . نعم . قال هل هذا شهر رمضان . قالوا نعم . قال فما لكم جميعا لا تصومون . فقالوا إنا مسلمون مطيعون لأوامر الله في الشريعة . ولكن شيخنا ومرشدنا هو يصوم بدلا عنا جميعا ويفي ما علينا من التكليف والدين . قال الرجل فأحببت أن أنظر إلى هذا الأمر الغريب المضحك ، فقلت دلوني على هذا المرشد الكبير ، فدلوني على محله فقصدته ودخلت عليه وقت الضحى فوجدت حضرة المرشد جالسا يتغدى والناس يهدون له أنواع الطعام النفيس . وهو يأكل أكلا كثيرا . فسلمت عليه وقلت له : هل أنت مرشد هذه البلدة . قال : نعم . فقلت : هل أنت صائم بدلا عنهم جميعا . قال : نعم . فقلت له إذن فكيف تأكل في نهار شهر رمضان . فقال : عجبا عجبا منك .