responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 66


وولده أن يثنوا أعطافهم نحوه ، فصار مثابة لمنتجع أسفارهم وغاية لملقى رحالهم ، تهوى إليه ثمار الأفئدة ، من مفاوز قفار سحيفة ومهاوي فجاج عميقة وجزائر بحار منقطعة ، حتى يهزوا مناكبهم ذللا ، يهلون لله حوله ، ويرملون على أقدامهم ، شعثا غبرا له ، قد نبذوا السرابيل وراء ظهورهم ، وشوهوا بإعفاء الشعور محاسن خلقهم ، ابتلاء عظيما وامتحانا شديدا واختبارا مبينا وتمحيصا بليغا ، جعله الله سببا لرحمته ووصلة إلى جنته ، ولو أراد سبحانه أن يضع بيته الحرام ومشاعره العظام بين جنات وأنهار وسهل وقرار ، جم الأشجار ، داني الثمار ، بين برة سمراء وروضة خضراء ورياض ناضرة وطرق عامرة ، لكان قد صغر الجزاء على حسب ضعف البلاء ، ولو كان الأساس المحمول عليها ، والأحجار المرفوع بها ، بين زمردة خضراء وياقوتة حمراء ونور وضياء ، لخفف ذلك مسارعة الشك في الصدور ولوضع مجاهدة إبليس عن القلوب ، ولنفى معتلج الريب من الناس ، ولكن الله يختبر عباده بأنواع الشدائد ويتعبدهم بأنواع المجاهد ويبتليهم بضروب المكاره ، إخراجا للتكبر من قلوبهم وإسكانا للتذلل في نفوسهم ، وليجعل ذلك أبوابا فتحا إلى فضله وأسبابا ذللا لعفوه ! .
فالله الله في عاجل البغي وآجل وخامة الظلم وسوء عاقبة الكبر ، فإنها مصيدة إبليس العظمى ومكيدته الكبرى التي تساور قلوب الرجال مساورة السموم القاتلة ، فما تكدي أبدا ولا تشوي أحدا ، لا عالما لعلمه ولا مقلا في طمره ، وعن ذلك ما حرس الله عباده المؤمنين بالصلوات والزكوات ومجاهدة الصيام في الأيام المفروضات ، تسكينا لأطرافهم وتخشيعا لأبصارهم وتذليلا لنفوسهم ، وتخفيضا لقلوبهم ، وإذهابا للخيلاء عنهم ، لما في ذلك من تعفير عتاق الوجوه بالتراب تواضعا ، والتصاق كرائم الجوارح بالأرض تصاغرا ، ولحوق البطون بالمتون من الصيام تذللا ، مع ما في الزكاة من صرف ثمرات الأرض وغير ذلك إلى أهل المسكنة والفقر !
فإن كان لا بد من العصبية ، فليكن تعصبكم لمكارم الخصال ومحامد الفعال ومحاسن الأمور التي تفاضلت فيها المجداء والنجداء بالأخلاق الرغيبة

66

نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست