responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 47


لا يقتصرون على طعام الحمية مجانين ؟ لا البتة ، بل يحزن للمرض الذي اضطر بسببه إلى الاقتصار على طعام الحمية . إنني أقول لكم إنه لا يجب على التائب أن يفاخر بصومه ويحتقر الذين لا يصومون ، بل يجب عليه أن يحزن للخطيئة التي يصوم لأجلها ، ولا يجب على التائب الذي يصوم أن يتناول طعاما شهيا ، بل يقتصر على الطعام الخشن ، أفيعطي الإنسان طعاما شهيا للكلب الذي يعض وللفرس الذي يرفس ؟ لا ! البتة ، بل الأمر بالعكس !
" أصيخوا السمع إذا لما سأقوله لكم بشأن السهر ، إنه لما كان قسمين ، أي نوم الجسد ونوم النفس ، وجب عليكم أن تحذروا في السهر ، كي لا تنام النفس والجسد ساهر ، إن هذا يكون خطأ فاحشا جدا . . . فإني أقول لكم حقا إن من يسهر بالجسد وينام بالنفس لمصاب بالجنون ، وكما أن المرض الروحي أشد خطرا من الجسدي ، فشفاؤه أشد صعوبة ، أفيفاخر إذا تعيس كهذا بعد النوم بالجسد الذي هو رجل الحياة ، بينما هو لا يرى شقاءه في أنه ينام بالنفس التي هي رأس الحياة ، إن نوم النفس هو نسيان الله ودينونته الرهيبة ، فالنفس التي تسهر إنما هي التي ترى الله في كل شئ وفي كل مكان ، وتشكر جلاله في كل شئ وعلى كل شئ وفوق كل شئ ، عالمة أنها دائما في كل دقيقة تنال نعمة ورحمة من الله ، فمن ثم يرن دائما في أذنها خشية من جلاله ذلك القول الملكي " تعالى أيتها المخلوقات للدينونة ، لأن إلهك يريد أن يدينك " ، فإنها تلبث على الدام في خدمة الله . . وصحيح كل الصحة أنه يجب تجنب الرقاد الجسدي جهد الطاقة ، إلا أن منعه البتة محال ، لأن الحس والجسد مثقلان بالطعام ، والعقل بالمشاغل ، لذلك يجب على من يريد أن يرقد قليلا ، أن يتجنب فرط المشاغل وكثرة الطعام ، لعمر الله الذي في حضرته تقف نفسي ، إنه يجوز الرقاد قليلا كل ليلة ، إلا أنه لا يجوز أبدا الغفلة عن الله ودينونة الرهبية ، وما رقاد النفس ، إلا هذه الغفلة " !
حينئذ أجاب من يكتب " يا معلم كيف يمكن لنا أن نتذكر الله على الدوام ؟
إنه ليلوح لنا أن هذا محال " ، فقال يسوع متنهدا " إن هذا لأعظم شقاء يكابده

47

نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست