responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 433


السحاب المسخر بين السماء والأرض ، في عظمة البحار ، في جلال الجبال ، في شروق الشمس وغروبها ، في الطير يطير في السماء ، في السمك يغوص في الماء ، في الحركة والسكون ، في الأشكال والألوان الطبيعية جميلة في كل جزء من أجزائها ، وأجمل من أجزائها جمال كلها " !
فمفهوم كلمة " اقرأ " هو الجمع بين النظر والفكر ، فهي أحسن لفظ يؤدي أيضا المعنى الاصطلاحي المقصود منه ، ولذلك كانت خير كلمة لبداية الآيات ، وذلك لما تؤديه من كلا المعنيين في كل من الآيتين ، لذا قال العلامة فخر الدين الرازي " إن " اقرأ " الأولى " لذات النبي عليه السلام " ، و " اقرأ " الثانية " للتبليغ " أو أن الأولى للتعلم والثانية للتعليم ، وعلى هذا فالقراءة التي أوحى بها الله سبحانه وتعالى ، تجمع بين النظر الحسي والنظر العقلي ، على أن هناك معنى آخر ، وهو أنه تعالى أراد أيضا ب " اقرأ " جمع آياته في الخلق ، في صحائف الذهن ، ليكون لها أثرها من اتساع الفكر وكمال العقل [1] !
( د ) قوله تعالى " اقرأ باسم ربك " أمر للإنسان أن يجرد من نفسه نفسا لربها ، تقرأ باسمه تعالى ، متحلية بالتربية ، راغبة في المعرفة ، تتأمل في خلقه وتتدبر ، وهذه هي هداية القرآن ، تجريد النفس مما ورثته من العقائد والآراء ، ثم القيام بالملاحظة والتجربة والموازنة والاستنباط بنفسه ، ويقول بعض اللغويين إن الاسم مشتق من السمو ، فقرائتك باسم ربك ، تجعلك تتمثل في نفسك سمو الرب على المربوب ، فيكون هذا حافزا لك في تأملك وتدبرك وسعيك في الوقوف على نواميس الكون وخواص الكائنات ، وإذا كان معناه الحال ، أي اقرأ مفتتحا باسم ربك ، فإن الله تعالى أدب به نبيه الكريم بتعليمه بتقديم ذكر اسمه تعالى أمام أفعاله وأقواله ، أي قال " باسم الله " ثم اقرأ " ، ويقول فخر الدين الرازي إن " اقرأ باسم ربك " أي استعن باسم ربك ، واتخذ الاسم آلة لتحصيل هذا الذي عسر عليك ، أو معناه اجعل هذا الفعل لله وافعله لأجله ، وإنك إذ تقرأ باسم ربك ، فإنما تقرأ بروح منه



[1] راجع ص 31 - 65 من وحي الآيات الأولى في تنزيل القرآن للمرحوم الأستاذ أحمد نجيب برادة .

433

نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 433
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست