نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 432
والقراءة في كتاب الكون هداية للحواس والعقل معا ، فيها تدريب النفوس على النظر والتأمل ، وبها تتربى قوة الانتباه والملاحظة ، فتفتق الذهن وتوسع العقل وتهدي إلى معرفة الشئ على حقيقته ، والانتفاع بكل شئ بما خصص له " وفي الأرض آيات للموقنين " ، فقول الله تعالى للإنسان " اقرأ " ، وكل به سبحانه معرفة الإنسان للحقائق الكونية ولحقيقة نفسه إلى بحثه وجده ، وجعلها من الأمور الكسبية ، ليتسع بالبحث فيها فكره ، ويكبر عقله ، يزداد رقيه " سنريهم آياتنا في الآفاق ، وفي أنفسهم " ، وإنما تفصح الطبيعة عن مضمونها وتظهر مكنونها كما يقول المرحوم الأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني : " لمن تعرف القدرة على فهمها " ! وإن للطبيعة فضلا على الإنسان كما يقول الكاتب الإنجليزي " وردث ورث " " إذ لا تزال تسري به من لذة إلى لذة ، ومن متعة إلى متعة ، وإنها لقديرة أن تملأ بالعلم قلوبنا ، وبالروح صدورنا ، وبالخواطر العذبة نفوسنا ، وتبعث في أرواحنا من أسباب اليقين ، وتغرس في أفئدتنا من بذور الإيمان ، ما هو جدير أن يرينا مناقم الحياة بعين الرضا ، وخليق أن يجعلنا نغض أبصارنا عن مساوئ الدنيا ، ونغمض أجفاننا عن أقذائها ، فيعذب لنا من مشارب العيش ما ملح ، ويحلو لنا من مراتع الحياة ما كان مرا ، ولا يدع في صدورنا محض اليقين وخالص الرضا ، موضعا للتألم من شتم شاتم أو حسد حاسد أو غدر غادر ، وسائر سيئات هذا العالم ومنغصاته " ، وحسب السماء والأرض كما يقول كنجزلي " ما إن يزالان يمتعان طرفي ويبهجان صدري بكل طرفة من الجمال وأعجوبة ، فحبذا تلك التلاع أطرقها وحيدا ، ومع هذا فلا تجد الوحدة إلى نفسي سبيلا ، ولا تصيب الوحشة إلى قلبي دليلا ، وأين مني الوحدة ، وأنا لي في كل ورقة بذلك الأيك صديق ، وبكل زهرة في ذلك النبت رفيق ، وفي كل نخلة ترشف ثغور الريحان زميل ، وكل عصفورة تعتلي متون الأغصان خليل " ! فالعالم كما يقول المرحوم الأستاذ أحمد أمين " مغمور بالجمال في صغيره وكبيره ، ورقيقه وجليله ، في السماء والأرض ، في النجوم بضيائها ولمعانها ، في
432
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 432