نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 410
عن الله " فليس من الخير إذا ترك الضال في ضلاله وذي الظلام في ظلامه ، ولكن الخير هو إنارة الطريق أمام الجميع ، والطموح إلى المثل الأعلا الحق الذي يصل إلى الصراط المستقيم ، " فليحذر الذين يخالفون عن أمره ، أن تصيبهم فتنة ، أو يصيبهم عذاب أليم " ! ( 2 ) ولقد عنى الباحثون في هذا العصر " عصر الذرة " ، وعصر " محاولة اجتياز الفضاء وتصوير صور الماضي وتسجيل أصواته " ، إلى البحث عن السبيل إلى وحدة الأديان ، فخصص الدكتور محمد مصطفى حلمي فصلا من كتابه " ابن الفارض والحب الإلهي " سماه " الحب ووحدة الأديان " ، قال في آخره " ليس من شك في أن ما انتهى إليه ابن الفارض وأشباهه من الصوفية من وحدة الأديان ، واتخاذه من الحب دينا ، واعتبار انحرافه عن هذا الدين ، مفارقة لدين الإسلام وارتدادا عنه ، قد اشتمل في ثناياه على كثير من المعاني الراقية والمثل العليا ، التي إن أخذ الناس أنفسهم بتحقيقها ، صفت نفوسهم وخلصت قلوبهم ، وسمت مشاعرهم ، فإذا هم ينظرون بعضهم إلى بعض ، على أنهم إخوة متساوون متآخون ، لا فرق بينهم بين إنسان وإنسان ، ولا بين معتنق لدين ومعتنق لدين آخر ، لأن الأديان كلها من الله ، قضى بكل دين منها على فريق من الناس ، بحيث لم يختر أحد لنفسه ما يعتنقه من هذا الدين أو ذاك ، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى أن تزول الحواجز بين أفراد الإنسان وتحل الوحدة والألفة محل الكثرة والتفرقة ، ويمحو نور التسامح والإخاء ، ظلمة التعصب والشقاء ، فتأتلف القلوب وتتحاب النفوس ، ويصبح الناس جميعا إخوانا متحابين ، لا أعداء متنابذين . . " ! أي أن الدكتور يرى اعتناق مذهب ابن الفارض في وحدة الأديان ، لتزول الحواجز ، وتحل الوحدة والتسامح والائتلاف ، محل التعصب والعداوة والشقاق ! وخلاصة بحثه في هذا الموضوع ، هي أن الحب الإلهي الذي ملك على ابن الفارض حياته الروحية كلها ، لم يقف به عند حد شهود الوحدة بين ذاته وبين ذات الله تارة ، وبين ذات الله والعالم تارة أخرى ، وبين حقيقة القطب القديمة
410
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 410