نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 399
ويقول بلزوم تقوية باعث الدين ، على باعث الشهوة ( بإطماعه في الثمرات الدينية للمجاهدة ، وتعويده مصارعة باعث الهوى ، وأن يكلف نفسه في أعماله أعمالا تخالف ما اعتاد ، مراعيا في ذلك التلطف والتدريج ، فيترك البعض ويسلي نفسه بالبعض ، ثم إذا قنعت نفسه بذلك البعض ، ابتدأ بترك البعض إلى أن يقنع بالبقية ، وهكذا يفعل شيئا فشيئا إلى أن يقمع تلك الصفات التي ( رسخت فيه ) ، ولتضعيف باعث شهوة الوقاع مثلا ، يرى الغزالي قطع مادة قوتها بالصوم الدائم ، مع الاقتصار عند الإفطار على طعام قليل في نفسه ، ضعيف في جنسه ، والاحتراز عن اللحم ، ثم يقطع أسبابه المهيجة في الحال بالعزل والاحتراز عن مظان وقوع البصر على الصور المشتهاة ( إذا النظر يحرك القلب ، والقلب يحرك الشهوة ) والفرار منها بالكلية ، ثم بتسلية نفسه بالمباح من الجنس الذي يشتهيه ( وذلك بالنكاح ) ! ويقول الغزالي إن مريض الأخلاق يحتاج إلى التصديق بأمور : ( 1 ) أولها الإيمان بأن للسعادة في الآخرة سببا هو الطاعة ، وللشقاوة سببا هو المعصية ( كما أن للمرض والصحة أسبابا يتوصل إليها بالاختيار على ما رتبه مسبب الأسباب ) ! ( 2 ) وثانيها العلم بصدق الرسول والإيمان بما جاء به ( كما أنه لا بد أن يعتقد المريض في طبيب معين ، أنه عالم بالطب حاذق فيه ) ! ( 3 ) وثالثها الإصغاء إلى آيات التحذير من اتباع الهوى وارتكاب الذنوب ، وأنها يتعجل في الدنيا شؤمها في غالب الأمر ، حتى أنه يضيق على العبد رزقه ، وقد تسقط منزلته من القلوب ، ويستولي عليه أعداؤه ، ويفقد المناجاة ، ويسود وجه قلبه بالخوض في الذنوب ( إذ لا بد أن يصغي المريض إلى الطبيب فيما يحذره عنه من الأسباب المضرة على الجملة ، حتى تكون شدة الخوف باعثة على الاحتماء ) . ( 4 ) ورابعها العلم بذنبه المخصوص ، وبالذنوب جميعها وآفاتها ، وكيفية التوصل إلى الصبر عنها ، وتكفير ما سبق منها ( إذ يجب على المريض أن يصغي
399
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 399